أخي أُخَيَّتي: هل مَرَّ بكم مقارنة الكعبة ﴿أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 96] بمكان آخر على وجه الأرض؟؟

وإذا حدث هذا، فلمن تكون الكفة الراجحة؟؟

للكعبة طبعاً!!! لكن الأمر عند علماء الشيعة الأمر بخلاف ذلك!!

فقد رووا عن علي بن الحسين قال: «اتّخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتّخذها حرماً بأربعة وعشرين ألف عام، وقدّسها وبارك عليها، فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدّسة مباركة، ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنّة، وأفضل منزل ومسكن يسكن فيه أولياؤه في الجنّة»([1]).

وتقديسهم لأرض كربلاء؛ لأنها ضمت جسد الحسين، فاستمدت قداستها بوجوده فيها.

فهل كان الحسين مدفوناً فيها قبل خلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام، أو هي مُعَدَّة لاستقباله منذ غابر الأزمان؟! وإذا كان كل هذا الفضل بوجود جسد الحسين، فلماذا لم تفضل المدينة وفيها جسد رسول الله؟! إن هذا تناقض في بنية المذهب وهو يكشف أنه ليس الهدف تقديس الحسين، ولكن الكيد للأمة ودينها.

وقد جاءت روايات كثيرة تفضل كربلاء على بيت الله.

وهذه محاورة جرت بين كربلاء والكعبة يتبين منها أن هؤلاء الوضاعين لا عقل عندهم فضلاً عن الدين، يروون عن جعفر الصادق أنه قال: «إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بُنِيَ بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل فج عميق وجعلت حرم الله وأمنه، فأوحى الله إليها أن كُفّي وَقرّي، ما فَضْلُ ما فضّلتِ به فيما أعطيتُ أرضَ كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غُرِسَتْ في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك، ولا خلقت البيت الذي به افتخرت، فقرِّي واستقري وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلا سُخْتُ بك وهويت بك في نار جهنم»([2]).

وقال آل كاشف الغطاء عن كربلاء: «أشرف بقاع الأرض بالضرورة»([3])!!

وينشدون ويلقنون الصغار:

وَمِنْ حَدِيثِ كَرْبَلا والكَعْبَة

                                                      لِكربلا بَانَ عُلُوُّ الرُّتْبَة

وقالوا: «إن القيام بكربلاء يوم عرفة أفضل وأكثر أجراً من الوقوف على صعيد عرفات»([4]).

 

([1])     «كامل الزيارات» (ص270).

([2])    «الأرض والتربة الحسينية» لآل كاشف (ص55، 56).

([3])    «مصباح الطوسي» (ص498).

([4])    «الحصون المنيعة» (ص27).