أخي أُخَيَّتي رعاكم الله، لا شك أنكم سمعتم بالمتعة، تلك التي يقول عنها علماؤكم في كتبهم: «إنها قربى إلى الله» نعم قربى، وأي قربى؟!

بل الإيمان بالمتعة عندهم أصل من أصول الدين، ومنكرها منكر للدين([1]).

ويروون عن أئمتهم: «المتعة ديني ودين آبائي من عمل بها عمل بديننا، ومن أنكرها أنكر ديننا واعتقد بغير عقيدتنا»([2]).

وهاكم بعض فضائلها:

عن أبي عبد الله قال: «ما من رجل تمتع ثم اغتسل، إلا خلق الله من كل قطرة تقطر منه سبعين ملكاً يستغفرون له إلى يوم القيامة، ويلعنون متجنبها إلى أن تقوم الساعة»، قال المفيد بعد أن ساق هذه الأخبار: «وهذا قليل من كثير في هذا المعنى»([3]).

والمتعة من أعظم أسباب دخول الجنة، بل إنها تُوصِلُهم إلى درجة تجعلهم يزاحمون الأنبياء مراتبهم في الجنة([4]).

إنّ المتمتعة من النساء مغفور لها([5]).

المتعة من فضائل الدين وتطفئ غضب الرب([6]).

روى المجلسي عن الباقر عليه السلام أنه سئل: للمتمتع ثواب؟ قال: «إن كان يريد بذلك الله سبحانه وتعالى، وخلافاً لفلان لم يكلمها كلمة إلا كتب الله له حسنة، وإذا دنا منها غفر الله له بذلك ذنباً، فإذا اغتسل غفر الله له بعدد ما مر الماء على شعره»، قال: قلت: بعدد الشعر؟ قال: «نعم بعدد الشعر»([7]). والمقصود بفلان: عمر بن الخطاب.

قال المجلسي: «علي عن أخيه عليه السلام قال: سألته عن الرجل هل يصلح له أن يتزوج المرأة متعة بغير بينة؟ قال: إذا كانا مسلمين (مأمونين) فلا بأس»([8])، لهذا يحرص شباب الشيعة على المتعة وفتياتهم أيضاً!!

ولنا سؤال هل تمتع الرسول ﷺ؟

هل تمتع الأئمة الاثنا عشر؟

أليست قربى؟ وهم أحرص الناس على العمل الذي يقرب إلى الله.

ألهم أولاد من المتعة؟

وهل المتعة للمؤمنين الأتقياء فقط، أم أن المؤمنات التقيات أيضاً يتمتعن تقرباً إلى الله؟

ترى كيف ستكون صورة مجتمع تشيع فيه المتعة؟!

إياكم أن يُلَبِّسوا عليكم بأن المتعة علاج للأرامل والمطلقات، وإن الأمر ليس كذلك، إنها جعلت للأبكار!!، كما رووا عن زياد بن أبي الحلال قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «لا بأس أن يتمتع بالبكر ما لم يُفْض إليها كراهية العيب على أهلها»([9]).

وفي رواية أخرى عن أبي سعيد القماط عمن رواه!! قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: «جارية بكر بين أبويها تدعوني إلى نفسها سراً من أبويها أفأفعل ذلك؟ قال: «نعم واتق موضع الفرج». قال: قلت: فإن رضيت بذلك؟ قال: «وإن رضيت فإنه عار على الأبكار»([10]).

هل ترضى أيها المسلم المتعة لأختك قبل أن ترضاها لنفسك؟

هل ترضاها لأمك أو لابنتك؟ كن صادقاً مع نفسك، واتخذ قرارك.

تصوروا زواجاً: لا ميراث فيه، ولا يشترط له شهود، ولا ولي، ولا طلاق، ولا ولا ولا... .

زواج مدته جماع من مرة واحدة ثم ينفصلان.

بالله عليكم حاولوا أن توجدوا الفرق بين هذه المتعة وبين دور العهر التي في أمريكا وأوروبا وآسيا.

أتدرون الفرق؟ دور العهر يحميها القانون، والـمتعة تحميها الشريعة ــ زعموا ــ.

إن المتعة إنما أبيحت في الإسلام لمدة ثلاثة أيام([11]) ثم حرمت، وكانت مع الكافرات. فكيف جعل علماء الشيعة المتعة بالمسلمات؟!.

ومع ذلك فقد رووا في كتبهم المعتمدة ما يناقض ذلك تماماً:

فعن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله في المتعة قال: «ما يفعله عندنا إلا الفواجر»([12]).

وعن ابن سنان قال: سألت أبا عبد الله عن المتعة فقال: «لا تدنس بها نفسك»([13]).

وروى الكليني عن المفضل قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول في المتعة: «دعوها أما يستحي أحدكم أن يرى في موضع العورة، فيحمل ذلك على صالحي إخوانه وأصحابه»([14]).

وروى المفيد والكليني عن علي بن يقطين قال: سألت أبا الحسن عن المتعة فقال: «ما أنت وذاك قد أغناك الله عنها»([15]).

عن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لي ولسليمان ابن خالد: «قد حُرِّمَتْ عليكما المتعة»([16]). وعن عليّ بن أبي طالب أنه روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحريمه للمتعة([17]).

وروى المفيد والكليني عن ابن شمون قال: كتب أبو الحسن (ع) إلى بعض مواليه: «لا تلحوا عليّ المتعة إنما عليكم إقامة السُّنَّة فلا تشتغلوا بها عن فرشكم وحرائركم فيكفرن ويتبرين ويدعين على الآمر بذلك ويلعنوننا»!!

فإن أرادوا الإفلات من هذه الأحاديث وأن الإمام قالها تقية كما زعم بعضهم، فالجواب: لا تقية في متعة النساء!

قال كاشف الغطاء في «أصل الشيعة»: «ومن طرقنا الوثيقة عن جعفر الصادق (ع) أنه كان يقول: ثلاث لا أتقي فيهن أحداً: متعة الحج، ومتعة النساء، والمسح على الخفين»([18]).

 

([1])     «من لا يحضره الفقيه» (3/366)، «وسائل الشيعة» (4/438).

([2])    «رسالة المتعة» (ص8، 9).

([3])    «من لا يحضره الفقيه» (3/366).

([4])    المصدر السابق.

([5])    «تفسير منهج الصادقين» للكاشاني (2/493).

([6])    «بحار الأنوار» (100/306).

([7])    «بحار الأنوار» (100/312).

([8])    «الفروع من الكافي» (2/46)، «وسائل الشيعة» (14/457).

([9])    «التهذيب» (7/254)، «وسائل الشيعة» (20/33).

([10])  ورد ذلك عن ابن عمر قال: «لما ولي عمر بن الخطاب، خطب الناس فقال: إن رسول الله ؟آ أذن لنا في المتعة ثلاثاً، ثم حرمها، والله لا أعلم أحداً يتمتع وهو محصن إلا رجمته بالحجارة، إلا أن يأتيني بأربعة يشهدون أن رسول الله ؟آ أحلها بعد إذ حرمها» أخرجه ابن ماجه (1963).
   وعن إياس بن سلمة عن أبيه قال: «رخّص رسول الله ؟آ عام أوطاس في المتعة ثلاثاً، ثم نهى عنها». أخرجه أحمد (4/55)، ومسلم (4/131).

([11])   أخرجه ابن إدريس في «سـرائره» (ص483)، وانظـر: «الوسـائل» (14/456)، و«بحار الأنوار» (100/318).

([12])     أخرجه ابن إدريس في «سرائره» (ص66)، وانظر: «الوسائل» (14/450).

([13])  «الكافي» (5/453)، «بحار الأنوار» (100/311)، «الوسائل» للعاملي (14/450)، «المستدرك» للنوري (14/455).

([14])  انظر: «خـلاصـة الإيجـاز في المـتعـة» للمفيد (ص57)، «الوسائل» (14/449).

([15])  «فروع الكافي» (2/48).

([16])  «التهذيب» (ص186)، «الاستبصار» (3/142).

([17])  «أصل الشيعة وأصولها» (ص100).

([18])  «تهذيب الأحكام» (1/2).