أخي أُخَيَّتي: بارك الله فيكم هلَّا قرأتم وأعدتم قراءة قوله تعالى: ﴿ ٱلنَّبِيُّ أَوْلَى بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ [الأحزاب: 6]

نعم أزواجه أمهاتهم، شئنا أو أبينا، أزواجه أمهاتكم، نعم عائشة أمكم وأمي. أترضون بها أُمّاً؟ إياكم أن تقولوا: لا.

قال تعالى: ﴿ٱلْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَٱلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَٱلطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ [النور: 26] حذارِ أن تقولوا: إن أمكم خبيثة، أتسبون أمكم؟

ولا يخفى عليكم موقف علمائكم منها خاصة، فلقد خصوها بنصيب الأسد من التهم والافتراءات: فيزعم الشيعة أن لعائشة رضي الله عنها باباً من أبواب النار تدخل منه، فقد أسند العياشي إلى جعفر الصادق رحمه الله أنه قال في تفسير قوله تعالى حكاية عن النار: ﴿لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ﴾ [الحِجر: 44]، «يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب..، والباب السادس لعسكر.. إلخ»([1])

وعسكر كناية عن عائشة رضي الله عنها، كما زعم ذلك المجلسي([2])

ووجه الكناية عن اسمها بعسكر، كونها كانت تركب جملاً ــ في موقعة الجمل ــ يقال له: عسكر. كما ذكر ذلك المجلسي أيضاً.

ولقَّبوا أم المؤمنين وزوجة نبيكم عائشة رضي الله عنها في كتبهم بـ(أم الشرور)([3]).

وادعى علماؤكم كفرها وعدم إيمانها، وزعموا أنها من أهل النار، فقد أسند العياشي ــ وهو من علماء الشيعة إلى جعفر الصادق زوراً وبهتاناً في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَٱلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا﴾ [النحل: 92] قال: «التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً: عائشة هي نكثت إيمانها»([4]).

وزعموا أنها كانت تكذب على رسول الله ﷺ([5])

وأن لقبها (حميراء) وهو من الألقاب التي يبغضها الله تعالى([6]).

 

([1])     انظر: «بحار الأنوار» للمجلسي (8/302، 303).

([2])    «الصراط المستقيم» للبياضي (3/161).

([3])    «تفسير العياشي» (2/269)، وانظر: «البرهان» للبحراني (2/383)، «وبحار الأنوار» للمجلسي (7/454).

([4])    «الخصال» للصدوق (1/190).

([5])    «الأصول من الكافي» للكليني (1/247).

([6])    «الحدائق الناضرة» المحقق البحراني (1/90 ــ 92).