من قتل الحسين
07-03-2023
أخي أخيتي:
هل سألتم أنفسكم مرة: من قتل الحسين؟
لا تستعجلوا بالجواب، فالجواب ما يأتيكم..
فالقتلة الحقيقيون هم الذين أطمعوه، ثم غدروا به كعادتهم.
قال الشيعي جواد محدثي: «اشتهر أهل الكوفة تاريخياً بالغدر ونقض العهد، وعلى كل حال فإن تاريخ الإسلام لا يحمل نظرة طيبة عن عهد والتزام أهل الكوفة»([1]).
وهذه اعترافات وتقريرات علمائكم:
1 ــ قال الشيعي حسين كوراني: «أهل الكوفة لم يكتفوا بالتفرق عن الإمام الحسين، بل انتقلوا نتيجة تلون مواقفهم إلى موقف ثالث، وهو أنهم بدؤوا يسارعون بالخروج إلى كربلاء، وحرب الإمام الحسين عليه السلام، وفي كربلاء كانوا يتسابقون إلى تسجيل المواقف التي ترضي الشيطان، وتغضب الرحمـٰـن، مثلاً نجد أن عمرو بن الحجاج الذي برز بالأمس في الكوفة، وكأنه حامي حمى أهل البيت، والمدافع عنهم، والذي يقود جيشاً لإنقاذ العظيم هانئ بن عروة، يبتلع كل موقفه الظاهري هذا ليتهم الإمام الحسين بالخروج عن الدين لنتأمل النص التالي: وكان عمرو بن الحجاج يقول لأصحابه: قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعة»([2]).
2 ــ يقول الشيعي كاظم الإحسائي النجفي: «إن الجيش الذي خرج لحرب الإمام الحسين عليه السلام ثلاثمئة ألف، كلهم من أهل الكوفة، ليس فيهم شامي، ولا حجازي، ولا هندي، ولا باكستاني، ولا سوداني، ولا مصري، ولا أفريقي، بل كلهم من أهل الكوفة، قد تجمعوا من قبائل شتى»([3])
3 ــ قال المؤرخ الشيعي حسين بن أحمد البراقي النجفي: «قال القزويني: ومما نقم على أهل الكوفة أنهم طعنوا الحسن بن علي عليه السلام، وقتلوا الحسين عليه السلام بعد أن استدعوه»([4])
4 ــ وقال الشيعي جواد محدثي: «وقد أدت كل هذه الأسباب إلى أن يعاني منهم الإمام علي عليه السلام الأمرَّين، وواجه الإمام الحسن عليه السلام منهم الغدر، وقتل بينهم مسلم ابن عقيل مظلوماً، وقتل الحسين عطشاناً في كربلاء قرب الكوفة وعلى يدي جيش الكوفة»([5]).
5 ــ وقال مرتضى المطهري: «ولا ريب في أن الكوكفة كانوا من شيعة علي، وأن الذين قتلوا الإمام الحسين هم شيعته»([6]).
وقال أيضاً: «مقتل الحسين على يد المسلمين، بل على يد الشيعة بعد خمسين عاماً فقط على وفاة النبي لأَمْرٌ مُحيرٌ ولغز عجيب وملفت للغاية»([7]).
6 ــ وقال محسن أمين: «ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً غدروا به، وخرجوا عليه، وبيعته في أعناقهم، فقتلوه»([8]).
موقف أهل السُّنَّة من مقتل الحسين:
يلخصه شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: «وقد أكرمه الله بالشهادة وأهان من قتله أو أعان على قتله، أو رضي بقتله وله أسوةً حسنة بمن سبقه من الشهداء، فإنه وأخوه سيدا شباب الجنة، وقد كانا قد تربيا في عز الإسلام لما ينالا من الهجرة والجهاد والصبر والأذى في الله ما نالهُ أهل بيته فأكرمهما الله بالشهادة تكميلاً لكرامتهما ورفعاً لدرجاتهما وقتلهُ مصيبة عظيمة»([9]).
([1]) «في رحاب كربلاء» (ص60، 61).
([5]) «الملحمة الحسينية» (1/129).
([6]) «الملحمة الحسينية» (3/94).
([8]) «مجموع الفتاوى» (4/511).
([9]) انظـر: «آداب الفتوى» (1/23)، «الإبهاج» (1/8)، «المحصول» للرازي (6/30)، «أدب المفتي والمستفتي» (1/32)، «المـدخـل» (1/372)، «المسودة» (1/487)، «روضة الناظر» (1/353) فقد ذكروا شروط المجتهد، ومنها اللغة العربية، وقال الرازي في المحصول: «أن يكون عارفاً بمقتضى اللفظ ومعناه؛ لأنه لو لم يكن كذلك لم يفهم منه شيئاً، ولما كان اللفظ قد يفيد معناه لغة وعرفاً وشرعاً وجب أن يعرف اللغة والألفاظ العرفية والشرعية.