أخي أُخَيَّتي: إن العاقل دائماً يبحث لابنته عن الزوج الصالح الكفء، وهذا من حقِّها عليه.

تُرى هل قصر علي في ذلك عندما زوَّج ابنته أم كلثوم بنت فاطمة لعمر بن الخطاب؟ أم أن الأمر كما جاء في «الكافي» عن جعفر الصادق أنه قال: «ذلك فرج غصبناه»([1]).

لا إلـٰـه إلا الله، أيغصب فرج بنت رسول الله ﷺ؟!

والله الذي لا إلـٰـه إلا هو لقد سألت الكثيرين من الشيعة عن هذا الأمر، وهل تقبل أن يغتصب فرج ابنتك كما فعل بعلي.

فكان الجواب: لا!!

ألم يشتهر عن جعفر الصادق أنه كان يقول: «ولدني أبو بكر مرتين»؟([2])

أمه: أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق([3]) أكان فرجاً حلالاً أو حراماً؟

وجدته: أسماء بنت عبد الرحمـٰن بن أبي بكر الصديق.

ولهذا كان أبو بكر جدّاً لأبناء وأحفاد جعفر الصادق مثل موسى الكاظم، والرضا، والجواد، والعسكري.

فهل ما زلتم تقولون: إن عمر كافر وهو قد تزوج بنت علي؟.

فهل يجوز للكافر أن يتزوج المسلمة([4])؟

 

([1])     «الكافي في الفروع» (2/141)، «بحار الأنوار» (42/106).

([2])    «كشف الغمة» (2/161)، «سير أعلام النبلاء» (6/255).

([3])    انظر: «الكافي» (1/472).

([4])    إليكم بعض النصوص من كتب الشيعة المعتمدة، ومن علمائكم المعتبرين التي فيها إثبات زواج عمر من أم كلثوم بنت علي رضي الله عن الجميع.

             قال ابن الطقطقي في كتابه «الأصيلي في أنساب الطالبيين»: «وأم كلثوم أمها فاطمة بنت رسول الله تزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له زيداً، ثم خلف عليها عبد الله بن جعفر» وانظر كلام المحقق مهدي الرجائي، فقد نقل نقولات، ومنها تحقيق أبي الحسن العمري نسبة إلى عمر بن علي بن الحسين في كتابه المجدي قال: «والمُعَوَّل عليه من هذه الروايات ما رأيناه آنفاً من أن العباس بن
= عبد المطلب زوَّجها عمر برضى أبيها عليه السلام وإذنه، وأولدها عمر زيداً» اهـ.

             وذكر المحقق أقوالاً كثيرة، منها: أن التي تزوجها عمر شيطانة، أو أنه لم يدخل بها، أو أنه تزوجها بالقوة والغصب...إلخ
   وقال المجلسي «وكذا إنكار المفيدِ أصلَ الواقعة؛ إنما هو لبيان أنه لم يثبت ذلك من طرقهم، وإلا فبعد ورود تلك الأخبار وما سيأتي بأسانيد أن علياً عليه السلام لما توفي عمر أتى أم كلثوم فانطلق بها إلى بيته وغير ذلك مما أوردته في كتاب «بحار الأنوار»، إنكار عجيب والأصل في الجواب هو أن ذلك وقع على سبيل التقية والاضطرار»... إلخ، «مرآة العقول» (2/45).
   وقد ذكر صاحب «الكافي» عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المرأة المتوفى عنها زوجها أتعتد في بيتها أو حيث شاءت؟ قال: «بل حيث شاءت، إن علياً عليه السلام لما توفي عمر أتى أم كلثوم فانطلق بها إلى بيته» انظر: «الفروع من الكافي» (6/115).
   وللمزيد انظر: رسالة «زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم حقيقة أم افتراء» لأبي معاذ الإسماعيلي.
   «من قتل الحسين» (ص13، 14)، و «موسوعة عاشوراء» (ص59).