الحمد لله رب العالمين، حمدَ الشاكرين، نحمده على عظيم نعمائه وجميل بلائه، ونرغب إليه في التوفيق والعصمة، وثقة بأنه ¸ الكافي والراعي والحافظ، وأن لا سلطان نوجه رغباتنا إليه ونخلص نياتنا في التوكل عليه إلا هو، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبيه وخليله الذي مدحه الله، ووصفه في الذكر الحكيم بالخلق العظيم، سيد ولد آدم يوم القيامة في المقام المحمود، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإنَّ معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من الصحابة الأجلة الكرام، الذين تجبُ محبتهم، ولا يجوز الطعن فيهم، كما هو اعتقاد الفرقة الناجية؛ أهل السنة والجماعة، كيف وقد قال فيهم رسول الله ﷺ: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثلَ أُحدٍ ذهباً؛ ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه»([1])، فلا يجوز الطعن في آحادهم، فكيف بمن له فضائل ثابتة ــ خاصة أوعامة ــ كمعاوية رضي الله عنه؟

سبب اختيار الموضوع:

إن حبي لأصحاب النبي ﷺ ورجاء أن أُحشر معهم، وكذا ما أراه وأقرؤه من هجمةٍ شرسةٍ لا خلاقَ لها على هذا الجيل المتميز، دفعني للكتابة في هذا الموضوع، رجاءَ أنْ أردَّ شيئًا ــ ولو يسيرًا ــ من المعروف لتلك الكوكبة المباركة من البشر.

والهدف من هذه الدراسة: تجلية الحقيقة لحال خالي وخال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وبيان المكانة الواجبة لأصحاب النبي ﷺ عند المسلمين.

خطة البحث:

هذه الدراسة قُسمت إلى: مقدمة، وبابين، وخاتمة.

أما المقدمة؛ ففيها أهمية الموضوع، وسبب اختياره، والهدف منه.

الباب الأول: عدالة الصحابة، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: تعريف الصحابي لغةً واصطلاحاً.

المبحث الثاني: تعريف العدالة لغةً واصطلاحاً.

المبحث الثالث: ذِكرُ الأدلة على عدالة الصحابة.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: عدالةُ الصحابة في القرآن الكريم.

المطلب الثاني: عدالة الصحابة في السنة النبوية الشريفة.

المطلب الثالث: عدالة الصحابة من خلال إجماع علماء الأمة.

المبحث الرابع: الطعن في عدالة الصحابة وما يراد منه.

الباب الثاني: تناول شخصية معاوية رضي الله عنه وأهم الطعون التي وجهت إليه، والرد عليها، من خلال خمسة مباحث، وهي:

المبحث الأول: ترجمة مختصرة لأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.

المبحث الثاني: بيان منزلة معاوية رضي الله عنه في الإسلام، وبيان ما ورد

في فضله.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: ما جاء في فضله في القرآن الكريم.

المطلب الثاني: ما جاء في فضله في سنة النبي ﷺ.

المطلب الثالث: ما جاء في فضله من أقوال الصحابة .

المبحث الثالث: أخلاق معاوية وسجاياه.

المبحث الرابع: من روى عن معاوية من الصحابة والتابعين.

المبحث الخامس: شبهات حول معاوية رضي الله عنه.

الخاتمة: وفيها أهم نتائج هذه الدراسة.

 

([1])     أخرجه البخاري (3673)، ومسلم (2540).