[8] قوله: «علي أوّل من جمع القرآن».

هـٰذه روايةٌ قرأتها في كتبهم، ورواية الطّبرسي في «الاحتجاج» واضحةٌ جداً في ذٰلك، ولكن فيها بعض الألفاظ الغريبة كما سيأتي، ولكن نذكر أنه احتجّ بهـٰذا الكتاب في المراجعة رقم (106)، قال:

عن أبي ذرٍّ الغفاري أنه قال: «لمّا توفّي رسول الله جمع علي القرآن، وجاء به إلىٰ المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم، لما قد أوصاه بذٰلك رسول الله، فلما فتحه أبو بكرٍ خرج في أول صفحةٍ فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال: يا علي! اردده فلا حاجة لنا فيه. فأخذه ؟ز وانصرف.

ثمّ أحضروا زيد بن ثابتٍ وكان قارياً للقرآن؛ فقال له عمر: إنّ علياً جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلّف القرآن ونسقط منه ما كان فضيحةً وهتكاً للمهاجرين والأنصار. فأجابه زيدٌ إلىٰ ذٰلك، ثمّ قال: فإن فرغت من القرآن علىٰ ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألّفه أليس قد بطل كلّ ما عملتم به؟ قال عمر: فما الحيلة؟

قال زيدٌ: أنتم أعلم بالحيلة، فقال عمر: ما حيلته دون أن نقتله ونستريح منه. فدبّر في قتله علىٰ يد خالد بن الوليد فلم يقدر علىٰ ذٰلك. فلما استخلف عمر سأل علياً أن يدفع إليهم القرآن فيحرّفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلىٰ أبي بكرٍ حتىٰ نجتمع عليه؟ فقال: هيهات ليس إلىٰ ذٰلك سبيل، إنما جئت به إلىٰ أبي بكرٍ لتقوم الحجة عليكم، ولا تقولوا يوم القيامة: إنا كنّا عن هـٰذا غافلين. أو تقولوا: ما جئتنا به. إن القرآن الذي عندي لا يمسّه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي. قال عمر: فهل لإظهاره وقتٌ معلوم؟. فقال: نعم، إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه فتجري السُّنة به صلوات الله عليه»([1]).

فإن كان عبدالحسين يقصد هـٰذه الرواية؛ فهـٰذا أمرٌ مؤسفٌ، ولعلّ هـٰذا هو الذي دعا كثيراً من علماء الشيعة إلىٰ القول بتحريف القرآن.

 

([1])        «الاحتجاج» (155).