كتاب المراجعات - الخاتمة
30-03-2023
الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصّالحات، والصّلاة والسلام علىٰ سيد الأنام.
أمّا بعد:
فقد انتهيت ــ بعون الله تعالىٰ وتوفيقه ــ من إتمام هذا البحث، وقد بحثت فيه جهدي وطاقتي، وأتممت تخريج ودراسة الأحاديث والآثار الواردة في كتاب «المراجعات»، وحكمت عليها بما يليق بها علىٰ طريقة ومنهاج علمائنا أئمّة الحديث رحمهم الله .
هذا، وقد استفدت من هذا البحث فوائد كثيرةً، وخرجت بنتائج طيبةٍ، وخلصت بالنّتائج الآتية:
أولاً: جميع الرّسائل الّتي ذكرت في كتاب «المراجعات» ــ علىٰ صورة أنها متبادلةٌ بين شخصين ــ لا يصحّ أن تنسب إلّا لشخصٍ واحدٍ خطّها بيمينه، وهو عبدالحسين الموسوي الشيعي، ثمّ زعم كاذباً نسبة نصفها لشيخ الأزهر رحمه الله .
ثانياً: براءة شيخ الأزهر في وقته الإمام سليمٍ البشري من هذه «المراجعات» أو هذه المناظرة المكتوبة المزعومة.
ثالثاً: بيان أنّ الأدلّة التي يستدلّ بها الشيعة الاثنا عشرية علىٰ صحّة ما يذهبون إليه من القول بإمامة علي قبل الخلفاء الثّلاثة أبي بكرٍ وعمر وعثمان رضي الله عنهم جميعاً، تنقسم إلىٰ قسمين: صحيحةٍ غير صريحةٍ، أو صريحةٍ غير صحيحةٍ.
رابعاً: تبين لي من خلال قراءة كتاب «المراجعات» وغيره من الكتب التي يحتجّ بها الشيعة الاثنا عشرية علىٰ أهل السُّنة، أنّ الشيعة الاثني عشرية كما قال فيهم سلفنا الصّالح: «أكذب الخلق»، وما أصدق عبارة شيخ الإسلام ابن تيمية ــ وهو الخبير بهم ــ لما قال: «فالرّافضة أكذب من كلّ طائفةٍ باتّفاق أهل المعرفة بأحوال الرّجال»([1]). وقال: «ما أكثر الكذب في العالم، ولكنّ تسعة أعشاره أو أقلّ أو أكثر بأيدي الرّافضة»([2]).
خامساً: من خلال هذه الرّسالة ازددت صلابةً بالتّمسّك بمذهب أهل السُّنة والجماعة، حيث ظهرت قوة الحجّة وسلامة المنهج.
سادساً: الأحاديث الواردة في فضل علي ؟ا كثيرةٌ جداً، وأغلبها ضعيفةٌ أو مكذوبةٌ، وهناك نسبةٌ لا بأس بها من الصحيح وهو الموجود في كتب أهل السُّنة، وقد أغنىٰ الله علياً ؟ا عن الفضائل المكذوبة.
سابعاً: ظهر بجلاءٍ أهمّية قول الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: «الإسناد من الدّين، ولولا الإسناد؛ لقال من شاء ما شاء»([3]).
ثامناً: إنّ علماء الرّافضة في الوقت الذي كانوا يريدون رفع مكانة علي وأهل بيته رضي الله عنهم من خلال رواياتهم المكذوبة هم في الحقيقة يسيؤون فيهم.
الاقتراحات والتوصيات:
أولاً: دراسة جميع الآيات الّتي يستدلّ بها الشيعة الإمامية علىٰ دعواهم في الإمامة دراسةً شاملةً.
ثانياً: إعادة كتابة تاريخ القرون الثّلاثة الأولىٰ من خلال دراسةٍ حديثيةٍ عميقةٍ، تجمع فيها الرّوايات التّاريخية، ويحكم عليها بما يليق بها حسب منهج المحدّثين.
ثالثاً: أن تجمع الأحاديث الصّحيحة الواردة في فضل علي ؟ا وتناقش من حيث دلالتها علىٰ الإمامة، ويبين فيها القول الحقّ.
وأخيراً: الحمد لله الذي أعانني علىٰ إتمام هذا البحث وإخراجه بهذه الصّورة الّتي أرجو أن أكون قد وفّقت بها في عرضه، ولا أدّعي الكمال، ولكنّي أسعىٰ إليه جاهداً، وكلٌّ معرّضٌ للخطأ في عمله، والكمال لله وحده، فما كان في بحثي هذا من حقٍّ وصوابٍ فهذا بفضل الله وحده، وما كان فيه من خطأٍ وزللٍ فهو منّي ومن الشّيطان، وأستغفر الله وأتوب إليه.
اللهم إنّي أسألك بمحبّتي لك سبحانك، ومحبّتي لرسولك ، وأصحابه وآل بيته رضي الله عنهم؛ أن تتقبّل منّي هذا الكتاب، وأن تضع له القبول في الأرض، وتثبّت به أهل السُّنة، وتهدي به الشيعة، إنّك سميعٌ مجيبٌ.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
([1]) «المنتقىٰ من منهاج الاعتدال» للذّهبي، تحقيق: محبّ الدّين الخطيب (ص88).