مراجعة الشيعي عبدالحسين 96
29-03-2023
مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [96]
29 ربيع الأول سنة 1330 هـ
الأمر حقيقة في الوجوب، فلا يتبادر إلىٰ الأذهان منه سواه، فحمله علىٰ الاستحباب مما لا يصح إلا بالقرينة ولا قرينة في المقام علىٰ ذلك، بل القرائن تؤكد إرادة المعنىٰ الحقيقي، أعني الوجوب، فأنعم النظر في تلك الأحاديث تجد الأمر كما قلناه، وحسبك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتىٰ يعود السهم في فوقه قاقتلوهم هم شر البرية». وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لو قتل ما اختلف من أمتي رجلان». فإن هذا الكلام ونحوه، لا يقال إلا في إيجاب قتله والحض الشديد علىٰ ذلك.
وإذا راجعت الحديث في «مسند» أحمد، تجد الأمر بقتله متوجها إلىٰ أبي بكر خاصة، ثم إلىٰ عمر بالخصوص، فكيف ــ والحال هذه ــ يكون الوجوب كفائيا. علىٰ أن الأحاديث صريحة بأنهما لم يحجما عن قتله إلا كراهة أن يقتلاه وهو علىٰ تلك الحال، من التخشع في الصلاة لا لشيء آخر، فلم يطيبا نفسا بما طابت به نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يرجحا ما أمرهما به من قتله، فالقضية من الشواهد علىٰ أنهم كانوا يؤثرون العمل برأيهم علىٰ التعبد بنصه كما ترىٰ، والسلام. «ش».