نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [92]

زعمه: «سلّمتم بتأخّرهم عن سرية أسامة في السّير معه، وتثاقلهم في الجرف»؛ كلّ هذا من الافتراء علىٰ الصّحابة y، وعلىٰ التّاريخ، وعلىٰ شيخ الأزهر، وقد بينت في المراجعة السّابقة بطلان هذه الدّعوىٰ، وكذا باقي الدّعاوىٰ، فإنّها أيضاً باطلةٌ:

ــ كدعوىٰ لعن النبي  من تخلّف.

ــ أو أنّ عمر طعن في تأمير أسامة.

ــ أو تقديم الصّحابة لرأيهم في مقابلة أمر النبي ، وعدم تعبّدهم به.

إنّ عبدالحسين يريد أن يصل من هذا كلّه إلىٰ قطب رحىٰ الرّافضة، وهي مسألة «الإمامة»، فأراد أن يقرّر أنه بعد أن وقعوا في ما زعمه وافتراه عليهم؛ فما الذي يمنعهم من الاجتهاد فيمنعوا وصول الخلافة لعلي ؟!

ويبقىٰ هنا ما ذكره عن الشّهرستاني، وأنّه أرسل الحديث إرسال المسلّمات، فهذا ممّا لا يفرح به؛ فلا الشّهرستاني حكم بصحّته، ولا هو من الذين يعتدّ بقولهم في التّصحيح والتّضعيف.

وأمّا الجوهري صاحب كتاب السّقيفة فمجهولٌ لا يعرف.

قال الألباني: «منكر: أخرجه أبو بكرٍ أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في «كتابٍ السّقيفة» قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالحٍ، عن أحمد بن سيارٍ، عن سعيد بن كثيرٍ الأنصاري، عن رجاله، عن عبد الله بن عبدالرّحمن: أنّ رسول الله  في مرض موته أمّر أسامة بن زيدٍ بن حارثة علىٰ جيشٍ فيه جلّة المهاجرين والأنصار؛ منهم أبو بكرٍ، وعمر، وأبو عبيدة بن الجرّاح..» إلخ.

زعم أنّ الشّهرستاني أرسله إرسال المسلّمات في المقدمة الرابعة من كتاب «الملل والنّحل»! وكأنه ــ لبالغ جهله بالحديث ــ لا يعلم أنّ الشّهرستاني ليس من علماء هذا الشّأن أوّلاً، وأنّ إسناد الحديث الذي نقله عن الجوهري ضعيف لا يصحّ ثانياً!!

وبيان هذا من وجوهٍ:

الأول: أنّ عبد الله بن عبدالرّحمن هذا؛ يغلب علىٰ الظّنّ أنه عبد الله بن عبدالرّحمن بن أبي عمرة الأنصاري الذي روىٰ له ابن جريرٍ في «تاريخه»([1]) قطعةً كبيرةً من قصّة بيعة السّقيفة، ولم أجد من ذكره غير ابن أبي حاتمٍ([2])، وقال: «روىٰ عن جدّه أبي عمرة. روىٰ عنه المسعودي». ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً!

الثاني: رجال سعيد بن كثيرٍ الأنصاري؛ مبهمون لا يعرفون.

الثالث: أحمد بن إسحاق بن صالحٍ؛ لم أجده.

الرابع: أحمد بن عبدالعزيز الجوهري، هو من رجال الشيعة المجهولين، أورده الطّوسي وقال: «له كتاب السّقيفة»([3]). ولم يزد علىٰ ذلك شيئاً، فدلّ علىٰ أنه غير معروفٍ لديهم؛ فضلاً عن غيرهم من أهل السُّنة؛ فقد قال: «فإذا ذكرت كلّ واحدٍ من المصنّفين وأصحاب الأصول؛ فلا بدّ من أن أشير إلىٰ ما قيل فيه من التعديل والتجريح، وهل يعوّل علىٰ روايته أم لا؟». ومن هذا تعلم جهل عبدالحسين الشيعي حتىٰ برجال مذهبه! فيحتجّ بحديث الجوهري هذا وهو غير معروفٍ عندهم، فضلاً عمّن فوقه ممّن لا يعرفون أيضاً»([4]).

 

([1])        (3/218 ــ 222).

([2])       «الجرح والتعديل» (2/2/96).

([3])       «الفهرست» (36/100).

([4])       «السلسلة الضعيفة» (10/718) بتصرف.