نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [88]

ذكر عبدالحسين في مراجعته أموراً يريد أن يتوصّل بها إلىٰ اتّهام الصّحابة بالإعراض عن أمر النبي  واتّهامهم له، وتبين لي ذٰلك من خلال أمورٍ ذكرها:

  1. أنّ النبي إنما أراد اختبارهم، ولم يكن يريد الكتاب حقيقةً، فهـٰذا غير لائقٍ.
  2. أنّ عمر هو الذي قال عن النبي أنه «يهجر». فهذا لا أوافق عليه، ومرّ في المراجعة السابقة الكلام عن ذلك.
  3. أنّ عمر كان موافقاً للصّواب حينما قال: «حسبنا كتاب الله»؛ وكان ملهماً في ذلك. وهـٰذا كذٰلك غير صحيحٍ.
  4. أنّ عمر إنما قال: «حسبنا كتاب الله»؛ إشفاقاً علىٰ النبي لما رأىٰ من شدّة وجعه، مستحضراً قوله تعالىٰ: ﴿ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ [المائدة: 3].

وهـٰذا هو الحقّ الذي من أجله قال عمر ما قال. ولا يظنّ به غير ذٰلك. ولذٰلك انزعج النبي  من اختلافهم ولم ينزعج من امتناعهم، بدليل أنه قال لهم: «قوموا عنّي». ولم يقل: «اكتبوا». فتأمّل ذٰلك تجده ظاهراً جلياً. لاسيما إذا ضمّ إليه ما مرّ في المراجعة (86) ــ عند الوقفة السابعة ــ من قول علي لرسول الله : «يا رسول الله! إني أحفظ وأعي..»([1]).

 

([1])        «مسند أحمد» (2/84).