نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [82]

قرأت كلاماً جميلاً، كم تمنّيت أن لو نال من الحقيقة نصيباً، وهـٰذا الكلام ــ الغريب علي حقّاً ــ يخالف ما عليه أئمّة المذهب الشيعي من تكفير أبي بكرٍ وعمر وكثيرٍ من أصحاب النبي .

وأمّا الأحاديث التي ذكرها في السّمع والطّاعة والصّبر علىٰ جور الولاة؛ هي أحاديث صحيحةٌ وتمثل في حقيقتها عقيدة أهل السّنة والجماعة في هـٰذا الشّأن.

ودعوىٰ: أنّ علياً إنما سكت حفاظاً علىٰ بيضة الإسلام.. إلخ؛ فلم لم يسكت عن معاوية لمّا امتنع عن مبايعته؟ ولم لم يسكت الحسين عن يزيد، بينما سكت عن معاوية؟ والحسن يتنازل لمعاوية، والحسين يبايع له، ثمّ يخرج علىٰ يزيد؟ ثمّ يزعمون أنهم معصومون مع هـٰذا التّضارب!

والصّحيح أنهم مجتهدون غير معصومين، وكلٌّ منهم فعل ما يرىٰ أنه الحقّ، فإن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجرٌ، وهو محسنٌ علىٰ كلّ حالٍ.

وأمّا دعوىٰ أنّ سعد بن عبادة لم يسالم الخليفتين، ولم تجمعه معهما جماعةٌ في عيدٍ أو جمعةٍ، وكان لا يفيض بإفاضتهم من «عرفاتٍ»، وأنه قتل غيلةً في «حوران»، فكلّ هـٰذا لا يثبت نقلاً ولا عقلاً:

أمّا نقلاً؛ فليس لما ذكر إسنادٌ صحيحٌ يحتجّ به ويستند عليه.

وأمّا عقلا؛ فهو مخالفٌ لفعل علي ؟ا، فكيف لم يلتزم ما التزمه علي، فإن كان علي اتّقىٰ؛ فلم لم يتّق؟ أم تراه أشجع من علي ؟! كما أنه لم ينقل عن أبي بكرٍ أنه أجبر أحداً علىٰ مبايعته أبداً.

ثمّ إنّ أصحاب النبي  ــ وهم الممدوحون في كتاب الله وسنّة رسوله ــ يستحيل في حقّهم أن يكون ثمّة نصٌّ من الله ورسوله علىٰ علي؛ ثمّ هم يخالفون! أمّا سائر كلامه العاطفي؛ فندعه جانباً؛ إذ ليس فيه حجّةٌ.

وهنا قال بوجوب طاعة المتولي، وأن هذا مذهب علي، وهذا خلاف ما قاله في المراجعة (68)، حيث قال: «بأنه لا طاعة للمتولي إلا الذي اختاره الله ورسوله»، وهذا يدل على تناقض عبد الحسين، واتباعه للهوى، حيث مال بميل، والله المستعان.