نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين 70
28-03-2023
نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [70]
قال عبدالحسين في مراجعته إنه لا يقبل حديث عبد الله بن أبي أوفىٰ؛ لأنه غير ثابتٍ عندهم، وأنه يضرب به عرض الحائط في مقابل صحاح العترة المتواترة في الوصية.
وأنا أقول: فليكن الأمر كذٰلك، وهـٰذا ليس بغريبٍ، ولا يجادل فيه أحدٌ ممن يعرف موقف علماء الشيعة من أحاديث أهل السُّنة. وأنا لا ألومه علىٰ هـٰذا، بل إنّي آخذٌ بيده وأوافقه علىٰ ما يقول؛ لأنّ الأمر هو كذٰلك عندنا، فنحن لا نعتقد صحّة أحاديثهم، وهي لا تثبت عندنا بل ولا عندهم، وسيأتي التدليل علىٰ هـٰذا الأمر في محلّه إن شاء الله تعالىٰ. كما أنّ لي وقفاتٍ مع أحاديثهم.
وحتىٰ لا يأخذنا الحديث بعيداً عما نحن فيه؛ فأقول: قد سمعت كلمةً نفعني الله بها، وأنا ذاكرها الآن عسىٰ الله أن ينفع بها، ألا وهي: «أثبت العرش ثمّ انقش ما شئت».
إنّه يردّ أحاديثنا بحجّة أنها تخالف صحاح العترة المتواترة! فأي صحاحٍ متواترة تلك التي يتكلم عنها: أهي تلك التي ذكرها في مراجعته رقم (62)، والتي أثبتنا بالنقول من كتبهم أنها لا يصحّ منها شيءٌ؟
وما ذكره من أنّ علياً ؟ا وصي النبي ووارث علمه ونجيه ووليه وباب مدينة علمه وباب حطّته.. إلخ؛ فكلّ هـٰذا الكلام قد مرّ بيان الحقّ فيه من الباطل، وتمّ بيان ما في هذه الأحاديث من صحّةٍ وضعفٍ، فلم يبق لهـٰذا الكلام وزنٌ؛ إذ إنه كلامٌ مسجوعٌ لا قيمة له في البحث العلمي الذي لا أرىٰ له فيه فرساً عربياً يستطيع أن يقاتل عليه، بل لا أرىٰ إلّا براذين([1]) تعبةً كليلةً لا تشترىٰ إلا بدرهمٍ، والدرهم كثيرٌ. وقد صدقت من قالت ــ تصف نفسها وزوجها وهي تفتخر عليه بنسبها ــ:
وما هند إلا مهرة عربية
سليلة أفراس تحللها بغل
فإن تلد مهراً كريما فبالحري
وإن يك أقراف([2]) فما أنتج الفحل
هذا، وقد رجع عبدالحسين عن الاستدلال بالنصوص لما أعيته الحيلة؛ فقال: «علىٰ أنّ أمر الوصية غني عن البرهان بعد أن حكم به العقل والوجداًن».
وهـٰكذا؛ انتقل من البحث العلمي المؤصّل إلىٰ البحث في الوجداًن!
فمتىٰ صار الوجداًن دليلاً يعتمد، ويعوّل عليه الباحثون؟!