نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [64]

أنزل عبدالحسين جام غضبه علىٰ أصحاب النبي ، وصار يرميهم بالعظائم، بل لقّبهم بالفراعنة حين عجز عن إثبات دعواه في النّصّ علىٰ علي وبقية الأئمّة الأحد عشر؟!

أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل    

                                                ما هـٰكذا تورد يا سعد الإبل

أهـٰكذا يكون النّقاش العلمي؟! دعاوىٰ لا خطام لها! لا يعجز أي أحدٍ عن مثلها وأكثر. وكلّ إناءٍ بالذي فيه ينضح، سبحان الله! ما ظننته بهـٰذه الجرأة علىٰ ذكر هـٰذه الدّعاوىٰ الباطلة دون ما برهانٍ.

زعم وادّعىٰ أنّ «من يذكر علياً بخيرٍ برئت منه الذّمّة وحلّت بساحته النّقمة، وتستصفىٰ أمواله، وتضرب عنقه، وتقطع يده إن أشارت إلىٰ مناقبه».

أيعقل ما يقول؟ إنّ أهل السُّنة قاطبةً يتقرّبون إلىٰ الله عز وجل بحبّ آل بيت المصطفىٰ  ومنهم الصّحابي الجليل أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ، ويعتقدون أنّ حبّه من علامات الإيمان وبغضه من علامات النّفاق([1]).

وهم يؤمنون بما جاء عن رسولهم  في حقّ علي من مدحٍ وفضلٍ كقوله  له: «لا يحبّك إلا مؤمنٌ ولا يبغضك إلّا منافقٌ».

وقد عطّروا كتبهم بذكر مناقبه كما في «الصّحيحين»، و«المسند»، و«جامع التِّرمذي»، و«خصائص علي للنّسائي»، و«مستدرك الحاكم» وغيرها من الكتب كثيرٌ.

وحتىٰ لا تكون مزايدات؛ فسأسرد بعض الأحاديث التي رواها أهل السُّنة في فضل علي، ثمّ أذكر علىٰ إثرها بعض الأعلام من أهل السُّنة الذين تسمّوا بعلي.

أولا: ذكر بعض الأحاديث الصّحيحة في فضل علي ؟ا:

  1. جاء رسول الله بيت فاطمة فلم يجد علياً في البيت، فقال: «أين ابن عمّك؟». فقالت: كان بيني وبينه شيءٌ، فغاضبني فخرج، فلم يقل([2]) عندي، فقال رسول الله لإنسانٍ: «انظر أين هو». فجاء فقال: يا رسول الله! هو في المسجد راقدٌ. فجاءه رسول الله  وهو مضطجعٌ قد سقط رداؤه عن شقّه فأصابه ترابٌ، فجعل رسول الله  يمسحه عنه ويقول: «قم أبا التّراب، قم أبا التّراب»([3]).

ومنذ هـٰذه الواقعة لقّب علي بأبي ترابٍ، وكان أحبّ ألقابه إليه.

  1. وقال رسول الله عنه يوم خيبر: «لأعطينّ الرّاية غداً رجلاً يحبّه الله ورسوله ــ أو قال: يحبّ الله ورسوله ــ يفتح الله عليه»([4]).
  2. وعن علي ؟ا، أنه قال: والذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة؛ إنّه لعهد النبي الأمّي إلي، أن: «لا يحبّني إلّا مؤمنٌ، ولا يبغضني إلّا منافقٌ»([5]).
  3. وقال له رسول الله يوماً: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسىٰ، إلّا أنّه لا نبي بعدي»([6]).
  4. وقال رسول الله : «من كنت مولاه؛ فعلي مولاه»([7]).
  5. وقال النبي لعلي: «أنت منّي، وأنا منك»([8]).
  6. وقال عمر: «توفّي رسول الله وهو عنه راضٍ»([9]).

هـٰذه بعض الفضائل الخاصّة به، وهناك فضائل أخرىٰ له مشتركةٌ مع غيره، منها:

  1. أنّ رسول الله كان علىٰ حراءٍ هو وأبو بكرٍ وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزّبير، فتحرّكت الصّخرة؛ فقال رسول الله : «اهدأ فما عليك إلّا نبي أو صدّيقٌ أو شهيدٌ»([10]).
  2. وخرج النبي غداةً، وعليه مرطٌ مرحّلٌ من شعرٍ أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثمّ جاء الحسين فدخل معه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها، ثمّ جاء علي فأدخله، ثمّ قال : «﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33]»([11]).
  3. وقال رسول الله : «عشرةٌ في الجنّة: النبي في الجنّة، وأبو بكرٍ في الجنّة، وعمر في الجنّة، وعثمان في الجنّة، وعلي في الجنّة، وطلحة في الجنّة، والزّبير بن العوّام وسعد بن مالك في الجنّة، وعبدالرّحمن بن عوفٍ في الجنّة.. وسعيد بن زيدٍ»([12]).

ثانياً: من الأدلة علىٰ محبة أهل السنة لعلي تسميهم باسمه:

وهذه مجموعة ممن تسمّىٰ بعلي من علماء أهل السُّنة علىٰ سبيل المثال لا الحصر:

  1. علي بن أحمد بن حزمٍ الأندلسي.
  2. علي بن سليمان الأخفش النّحوي.
  3. علي بن عبدالعزيز أبو الحسن البغوي.
  4. علي بن عبيد الله الكسائي.
  5. علي بن عمر الدّارقطني.
  6. علي بن محمد (ابن القطّان الفاسي).
  7. علي بن الحسن بن هبة الله (ابن عساكر).
  8. علي بن عبدالرّحمن (ابن الجوزي).
  9. علي بن محمد أبو حيان التّوحيدي. وغيرهم كثيرٌ.

 

([1])        «صحيح مسلم» (78).

([2])       أي: لم ينم القيلولة عندي.

([3])       «صحيح البخاري» (3703)، و«صحيح مسلم» (2409).

([4])       «صحيح البخاري» (3702)، و«صحيح مسلم» (2407).

([5])       أخرجه مسلم في «صحيحه» (78).

([6])       «صحيح البخاري» (3706)، و«صحيح مسلم» (2404).

([7])        «مسند أحمد» (4/370).

([8])       «صحيح البخاري» (4251).

([9])       «صحيح البخاري» (3700).

([10])     «صحيح مسلم» (2417).

([11])      أخرجه الإمام مسلم في «صحيحه» (2424).
والمِرْط: كساءٌ من صوفٍ أو خزٍّ، كما في «المعاجم». لذا يسمّىٰ هـٰذا الحديث بحديث الكساء. وهذا الحديث من رواية أمّ المؤمنين عائشة بنت الصّدّيق رضي الله عنها كما ترىٰ؛ فانظر أيها المنصف ها هي تروي فضائل آل البيت رضي الله عنه، ومع هـٰذا يطعن فيها من لا يخاف الله تعالىٰ بحجّة محبّة آل البيت؟! وها هو الإمام مسلم رحمه الله يخرّج الحديث في «صحيحه» ولم يكتمه كما يفتري البعض علىٰ أئمّة أهل السّنّة. والله المستعان.

([12])     «سنن أبي داود» (4649).