حديث الأئمّة بعدي اثنا عشر

[4] حديث: «الأئمّة بعدي اثنا عشر، أوّلهم علي، وآخرهم القائم، هم خلفائي وأوصيائي».

تخريج الحديث:

أخرجه الصّدوق^([1])، والخزاز القمّي عن شيخه الصّدوق^([2])، والطبرسي^([3])، وابن الراوندي^([4])، والحرّ العاملي^([5])، والمجلسي^([6])؛ كلّهم عن كتاب «إكمال الدين» للصّدوق بسنده ومتنه.

سند الحديث ومتنه:

قال الصّدوق: حدثنا علي بن أحمد ؟ا، قال: حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي، عن موسىٰ بن عمران، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن يحيىٰ بن أبي القاسم، عن الصّادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه ؟م قال: قال رسول الله ــ صلّىٰ الله عليه وآله ــ: «الأئمّة بعدي اثنا عشر، أوّلهم علي بن أبي طالبٍ، وآخرهم القائم، هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي، وحجج الله علىٰ أمّتي بعدي، المقرّ بهم مؤمنٌ، والمنكر لهم كافرٌ».

دراسة إسناد الحديث:

الحديث فيه راويان مضعّفان عندهم:

1. في سنده: موسىٰ بن عمران النّخعي، مرّ في الحديثين السّابقين قول المامقاني: «مهملٌ مجهولٌ»^([7]).
2. وفيه أيضاً: الحسن ابن أبي حمزة البطائني، وقد مرّ في الحديث الثاني أنه كذّابٌ.

قلت: والحديث قد ضعّفه محمد باقر البهبودي، إذ لم يدرجه في كتابه «صحيح الفقيه».

ملاحظةٌ: من تدليسات الموسوي أنه لم يكمل الحديث فبتر قوله: «المقرّ بهم مؤمنٌ، والمنكر لهم كافرٌ». وهذا البتر يدلّ علىٰ خبث طويته، وقد شاركه في ذلك حسين الراضي محقّق كتاب «المراجعات»؛ إذ لم يشر إلىٰ ذلك، ومن جهله أيضاً أنه اختار الحديث الرابع من كتاب «إكمال الدين» في باب ما روي عن النبي  في النص علىٰ القائم، ولم يستدلّ بالحديث رقم (35) من الباب ذاته؛ إذ إنه ليس فيه: «والمنكر لهم كافر».

وبخصوص قوله: «المقرّ بهم مؤمنٌ، والمنكر لهم كافرٌ»؛ فمن المعلوم أنّ جميع أهل السُّنة لا يقرّون بكلّ الأئمّة الاثني عشر، بل كلّ من لم يكن اثني عشرياً فإنه لا يقرّ بهم، حتىٰ ولو كان شيعياً إسماعلياً^([8])، أو زيديا^([9])، أو جعفرياً، أو واقفياً، أو غير ذٰلك، فهل نحن كفّارٌ عندهم؟ خاصّةً وهم يعتقدون أنّ هـٰذا الحديث صحيحٌ متواترٌ!!

وحتىٰ لا يأتي من يعتذر له فيقول لعلّه قصد الحديث الآخر، فنقول ها هو ذا متن الحديث رقم (35) بسنده ومتنه:

حدثنا أحمد بن محمد بن يحيىٰ العطار ؟ا قال: حدثنا أبي، عن محمد بن عبد الجبّار، عن أحمد بن محمد بن زيادٍ الأزدي، عن أبان بن عثمان، عن ثابت بن دينارٍ، عن سيد العابدين علي بن الحسين، عن سيد الشّهداء الحسين بن علي، عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ ؟م قال: قال رسول الله ــ صلّىٰ الله عليه وآله ــ: «الأئمّة بعدي اثنا عشر، أوّلهم أنت يا علي، وآخرهم القائم الذي يفتح الله عز وجل علىٰ يديه مشارق الأرض ومغاربها» اهـ.

فالموسوي قد استدلّ بقوله: «هم خلفائي وأوصيائي»، وبتر تتمّة الحديث ولم يكمله.

([1])        «إكمال الدين» (4)، «عيون أخبار الرّضا» (2/62)، «من لا يحضره الفقيه» (4/180).

([2])       «كفاية الأثر» (ص 145).

([3])       «إعلام الورىٰ» (2/183).

([4])       «قصص الأنبياء» (ص366).

([5])       «الجواهر السنية» (ص282).

([6])       «بحار الأنوار» (36/252).

([7])        «تنقيح المقال» (ص156).

([8])       الإسماعيلية: هي فرقةٌ أنكرت موت إسماعيل بن جعفرٍ الصادق، وجعلت الإمامة في نسل إسماعيل. «فرق الشيعة» للنوبختي (67).

([9])       الزيدية: هم من قال بإمامة زيد بن علي بن الحسين. «فرق الشيعة» للنوبختي (55).