مراجعة الشيعي عبدالحسين 54
27-03-2023
مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [54]
18 المحرم سنة 1330 هـ
[1] أخرج الطبراني وغيره بسند مجمع علىٰ صحته عن زيد بن أرقم، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغدير خم تحت شجرات، فقال: «أيها الناس يوشك أن أدعىٰ فأجيب، وإني مسؤول، وإنكم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟». قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجاهدت ونصحت، فجزاك الله خيراً. فقال: «أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق، وأن ناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟». قالوا: بلىٰ نشهد بذلك. قال: «اللهم اشهد». ثم قال: «يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولىٰ المؤمنين، وأنا أولىٰ بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه، فهذا مولاه ــ يعني علياً ــ اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه». ثم قال: «يا أيها الناس إني فرطكم، وإنكم واردون علىٰ الحوض، حوض أعرض مما بين بصرىٰ إلىٰ صنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله تعالىٰ، وطرفه بأيديكم، فاستمسكو به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتىٰ يردا علي الحوض».
[2] وأخرج الحاكم في مناقب علي من «مستدركه»، عن زيد بن أرقم من طريقين صححهما علىٰ شرط الشيخين، قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن، فقال: «كأني دعيت فأجبت، وإني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله تعالىٰ وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتىٰ يردا علي الحوض». ثم قال: «إن الله مولاي، وأنا مولىٰ كل مؤمن». ثم أخذ بيد علي، فقال: «من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه..». وذكر الحديث بطوله، ولم يتعقبه الذهبي في «التلخيص».
وقد أخرجه الحاكم أيضاً في باب ذكر زيد بن أرقم من «المستدرك» مصرحاً بصحته، والذهبي ــ علىٰ تشدده ــ صرح بهذا أيضاً في ذلك الباب من «تلخيصه»، فراجع.
[3] وأخرج الإمام أحمد من حديث زيد بن أرقم، قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بواد يقال له: وادي خم، فأمر بالصلاة فصلاها بهجير، قال: فخطبنا، وظلل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثوب علىٰ شجرة سمرة، من الشمس، فقال: «ألستم تعلمون، أولستم تشهدون أني أولىٰ بكل مؤمن من نفسه؟». قالوا: بلىٰ. قال: «فمن كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».ـ
[4] وأخرج النسائي عن زيد بن أرقم، قال: لما رجع النبي من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن، ثم قال: «كأني دعيت فأجبت، وإني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتىٰ يردا علي الحوض». ثم قال: «إن الله مولاي، وأنا ولي كل مؤمن». ثم إنه أخذ بيد علي، فقال: «من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه». قال أبو الطفيل: فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: وأنه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه».
وهذا الحديث أخرجه مسلم في باب فضائل علي من «صحيحه» من عدة طرق عن زيد بن أرقم، لكنه اختصره، فبتره ــ وكذلك يفعلون.
[5] وأخرج الإمام أحمد من حديث البراء بن عازب من طريقين، قال: كنا مع رسول الله، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت شجرتين، فصلىٰ الظهر وأخذ بيد علي، فقال: «ألستم تعلمون أني أولىٰ بالمؤمنين من أنفسهم؟». قالوا: بلىٰ. قال: «ألستم تعلمون أني أولىٰ بكل مؤمن من نفسه؟». قال: فأخذ بيد علي، فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه». قال فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له: هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولىٰ كل مؤمن ومؤمنة.
[6] وأخرج النسائي عن عائشة بنت سعد، قالت: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجحفة، فأخذ بيد علي وخطب، فحمد الله وأثنىٰ عليه، ثم قال: «أيها الناس إني وليكم». قالوا: صدقت يا رسول الله. ثم رفع يد علي، فقال: «هذا وليي، ويؤدي عني ديني، وأنا موالي من والاه، ومعادي من عاداه».
[7] وعن سعد أيضاً، قال: كنا مع رسول الله، فلما بلغ غدير خم، وقف للناس ثم رد من تبعه، ولحق من تخلف، فلما اجتمع الناس إليه، قال: «أيها الناس من وليكم؟». قالوا: الله ورسوله. ثم أخذ بيد علي فأقامه، ثم قال: «من كان الله ورسوله وليه، فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».
والسنن في هذه كثيرة لا تحاط ولا تضبط، وهي نصوص صريحة بأنه ولي عهده، وصاحب الأمر من بعده، كما قال الفضل بن العباس بن أبي لهب([1]):
وكان ولي العهد بعد محمد
علي وفي كل المواطن صاحبه
([1]) هو الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب، ويقال له: اللهبي، شاعر، من فصحاء بني هاشم، توفي في خلافة الوليد بن عبدالملك، سنة (90هـ).
انظر ترجمته في: «معجم الشعراء» للمرزباني (1/309)، «تاريخ دمشق» لابن عساكر (48/336)، «الأعلام» للزركلي (5/150).