[35] حديث: «يا علي، إن فيك مثلاً من عيسىٰ أبغضته اليهود حتىٰ بهتوا أمه، وأحبه النصارىٰ حتىٰ أنزلوه بالمنزلة التي ليس بها».

قلت: هذا حديثٌ ضعيف جداً.

أخرجه البخاري في «التاريخ»([1])، والنّسائي([2])، وعبد الله بن أحمد([3])، وابن أبي عاصمٍ([4])، والحاكم([5])، وابن عساكر([6])، من طرقٍ عن الحكم بن عبدالملك، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادقٍ، عن ربيعة بن ناجذٍ، عن علي ؟ا قال: دعاني رسول الله  فقال: «يا علي! إنّ فيك من عيسىٰ عليه الصّلاة والسلام مثلاً: أبغضته اليهود حتىٰ بهتوا أمّه، وأحبّته النّصارىٰ حتىٰ أنزلوه بالمنزلة الّتي ليس بها».

قال الحاكم: «صحيح الإسناد»!

وقال الذهبي: «الحكم؛ وهّاه ابن معينٍ».

قال الألباني: «بل هو ممّن اتّفق الأئمّة علىٰ تضعيفه([7]) غير العجلي؛ فوثّقه، فلا يُعتدّ به، ولا سيما وهو معروفٌ بالتّساهل بالتّوثيق؛ فكيف إذا خالف الجمهور من الأئمّة. ولذلك فقد تساهل الشّيخ أحمد شاكر رحمه الله في تحسينه لإسناده في تعليقه علىٰ «المسند»»([8]).

قلت: وقال ابن معين: «ليس بشيء». وقال: «ضعيف الحديث»([9]).

وقال أبو حاتم: «مضطرب الحديث جداً، وليس بقوي في الحديث»([10]).

وقال النسائي: «ليس بالقوي»([11]).

ورواه عمرو بن ثابت، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة به، كما أخرجه ابن عساكر([12]).

قال الألباني: «وهذه متابعةٌ لا يفرح بها؛ فإنّ صبّاحاً هذا ــ وهو ابن يحيىٰ ــ ؛ قال الذهبي: «متروكٌ، بل متّهمٌ»([13])، وهو شيعي. ومثله عمرو بن ثابتٍ في شدّة الضّعف والتّشيع([14]). والحارث بن حصيرة شيعي أيضاً، لكنهم اختلفوا في توثيقه»([15])، فتعصيب الجناية في هذا الحديث بمن دونه أولىٰ. وفوقه ربيعة بن ناجذٍ، وهو مجهولٌ([16])؛ وإن وثّقه ابن حِبّان والعجلي، فتساهلهما في توثيق المجهولين معروفٌ».

 

([1])        «التاريخ الكبير» (3/281 ــ 282).

([2])       «الخصائص» (103).

([3])       «زوائد المسند» (1376).

([4])       «السّنّة» (1004)

([5])       «المستدرك» (3/122).

([6])       «تاريخ دمشق» (42/296).

([7])        «ميزان الاعتدال» (2187).

([8])       «السلسلة الضعيفة» (10/549).

([9])       «تاريخ الدوري» (1332)، «تاريخ ابن محرز» (1/73)، «سؤالات ابن الجنيد» (457).

([10])     «الجرح والتعديل» (3/123).

([11])      «الضعفاء» (123).

([12])     «تاريخ دمشق» (42/296).

([13])     «ميزان الاعتدال» (3850).

([14])     تقدّم بيان حاله في تخريج الحديث (5) من المراجعة (48).

([15])     «ميزان الاعتدال» (1613).

([16])     تقدّم في نقد المراجعة (20).