مكتوب علىٰ ساق العرش

[33] حديث: «مكتوب علىٰ ساق العرش: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي، ونصرته بعلي».

قلت: هذا حديثٌ موضوع.

أخرجه أبو نعيم^([1])، قال: حدثني محمد بن الحسين بن مرداس، أنبأنا أحمد بن الحسن الكوفي، حدثنا إسماعيل بن علية، عن يونس بن عبيد.

وأخرجه ابن عساكر^([2])، من طريق عبادة بن زياد، أخبرنا عمرو بن ثابت بن أبي المقدام، عن أبي حمزة الثمالي.

كلاهما (يونس، وأبو حمزة)؛ عن سعيد بن جبيرٍ، عن أبي الحمراء خادم رسول الله : «لمّا أسري بي؛ رأيت في ساق العرش مكتوباً: لا إله إلّا الله، محمد رسول الله صفوتي من خلقي، أيدته بعلي ونصرته».

أما إسناد أبي نعيم ففيه: أحمد بن الحسن الكوفي، قال الدّارقطني: «متروكٌ»^([3]). وقال ابن حِبّان: «يضع الحديث على الثقات»^([4]).

وأما إسناد ابن عساكر ففيه: أبو حمزة الثّمالي، واسمه ثابت بن أبي صفية الكوفي؛ متّفقٌ علىٰ تضعيفه.

وقال ابن حِبّان: «كثير الوهم في الأخبار؛ حتىٰ خرج عن حدّ الاحتجاج به إذا انفرد؛ مع غلوه في تشيعه»^([5]). وعدّه السّليماني في قومٍ من الرّافضة^([6]).

وقال النسائي: «ليس بالقوي»^([7]).

قلت: ثابت بن دينار المعروف بأبي حمزة الثمالي؛ لم يحتجّ به أحدٌ من المحدّثين، ورواية التِّرمذي عنه ليست علىٰ وجه الاحتجاج، بل مجرّد روايةٍ، وقد أخرج التِّرمذي أحاديث كثيرٍ من الضّعفاء.

وفيه أيضاً: عمرو بن ثابتٍ الكوفي؛ قال ابن معينٍ: «ضعيف»^([8])، وقال مرة: «ليس بشيءٍ»^([9]). وقال مرّةً: «ليس بثقةٍ ولا مأمونٍ»^([10]). وقال النّسائي: «متروك الحديث»^([11]). وقال ابن حِبّان: «يروي الموضوعات»^([12]).

وذكر الهيثمي هذا الحديث وقال: «رواه الطّبراني وفيه عمرو بن ثابتٍ وهو متروكٌ»^([13]).

وفيه أيضاً: عبادة بن زيادٍ الأسدي، شيعي أيضاً، لكنه مختلفٌ فيه^([14]).

([1])        «حلية الأولياء» (3/27).

([2])       «تاريخ دمشق» (42/309).

([3])       «الضعفاء» (50).

([4])       «المجروحين» (1/145).

([5])       «المجروحين» (1/206).

([6])       «ميزان الاعتدال» (1/363).

([7])        «الضعفاء»  (93).

([8])       «تاريخ الدوري» (1624).

([9])       «تاريخ الدارمي» (520).

([10])     «تاريخ الدوري» (2552).

([11])      «الضعفاء والمتروكون» (450).

([12])     «المجروحين» (2/76).

([13])     «مجمع الزّوائد» (9/121).

([14])     تقدّم في المراجعة (48)، الحديث (17).