[29] حديث: «أنا المنذر، وعلي الهادي، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي».

هذا حديث موضوع.

أخرجه ابن جريرٍ الطّبري([1])، والدّيلمي([2])، وابن عساكر([3])، من طريق الحسن بن الحسين الأنصاري: أخبرنا معاذ بن مسلمٍ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباس قال: لما نزلت: ﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾  [الرّعد: 7] ؛ قال النبي : «أنا المنذر، وعلي الهادي، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي».

قال الألباني([4]): وهذا إسنادٌ مظلمٌ؛ وله ثلاث عللٍ:

الأولىٰ: اختلاط عطاء بن السّائب.

الثانية: معاذ بن مسلمٍ، وهو مجهول، قال الذهبي في ترجمته: «مجهولٌ، روىٰ عن شرحبيل بن السّمط؛ مجهولٌ، وله عن عطاء بن السّائب خبرٌ باطلٌ»([5]).

الثالثة: الحسن بن الحسين الأنصاري ــ وهو العرني ــ؛ وهو متّهمٌ»([6])، قال ابن حِبّان: «يأتي عن الأثبات بالملزقات»([7]).

وقد ساق الذهبي في ترجمته هذا الحديث من مناكيره من رواية ابن الأعرابي بإسناده عنه، وقال: «ومعاذٌ نكرةٌ، فلعلّ الآفة منه»([8]). وأقرّه الحافظ في «اللسان»([9]).

قال الحافظ ابن كثيرٍ: «وهذا الحديث فيه نكارةٌ شديدةٌ»([10]). وأقرّه الشّوكاني([11])، وسكت عنه الطّبرسي الشيعي ([12]).

وروي الحديث موقوفاً علىٰ علي ؟ا، كما رواه حسين الأشقر، حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن عبّاد بن عبد الله الأسدي، عن علي: ﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾  [الرّعد: 7] ؛ قال علي: «رسول الله  المنذر، وأنا الهادي».

أخرجه الحاكم([13])، وابن عساكر([14])، عن عبدالرّحمن بن محمد بن منصورٍ الحارثي عنه.

قال الحاكم: «صحيح الإسناد»!

وقال الذهبي: «قلت: بل كذبٌ، قبّح الله واضعه».

فيه حسين الأشقر، وهو متهم، تقدم كثيراً([15]).

وفيه عبدالرحمن بن محمد الحارثي، قال عنه الدارقطني وغيره: «ليس بالقوي»([16])، وقال ابن عدي: «حدث بأشياء لا يتابعه أحد عليه»([17])، ووثقه مسلمة بن قاسم»([18]).

 

([1])        «تفسير الطبري» (13/72).

([2])       «زهرة الفردوس» (1/310 ــ 311).

([3])       «تاريخ دمشق» (42/359).

([4])       انظر: «السلسلة الضعيفة» (10/535).

([5])       «ميزان الاعتدال» للذهبي (8613).

([6])       تقدم بيان حاله في الحديث (4) من المراجعة (48).

([7])        «ميزان الاعتدال» (1/483).

([8])       المصدر السابق.

([9])       «لسان الميزان» (3/34).

([10])     «تفسير ابن كثير» (4/434).

([11])      «فتح القدير» (3/84).

([12])     «تفسير الطبرسي» (3/427).

([13])     «المستدرك» (3/129 ــ 130).

([14])     «تاريخ دمشق» (42/359).

([15])     تقدّم في المراجعة (10)، الحديث (10).

([16])     «سؤالات الحاكم» (145).

([17])     «الكامل» لابن عدي (4/319).

([18])     «لسان الميزان» (5/124).