أنا دار الحكمة، وعلي بابها
26-03-2023
[10] حديث: «أنا دار الحكمة، وعلي بابها».
هذا حديثٌ موضوع.
أخرجه التِّرمذي([1])، حدثنا إسماعيل بن موسىٰ، قال: حدثنا محمد بن عمر بن الرّومي، قال: حدثنا شريكٌ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن سويد بن غفلة، عن الصّنابحي، عن علي، قال: قال رسول الله : «أنا دار الحكمة وعلي بابها».
وقال التِّرمذي عقبه مشيراً إلىٰ ضعف هذا الحديث وعلله: «هذا حديثٌ غريبٌ منكر، وروىٰ بعضهم هذا الحديث عن شريكٍ ولم يذكروا فيه عن الصّنابحي، ولا نعرف هذا الحديث عن أحدٍ من الثّقات غير شريكٍ. وفي الباب عن ابن عباس».
وقد حكم الذهبي علىٰ الحديث بالوضع فقال في ترجمة محمد بن عمر بن الرّومي: «قال أبو زرعة: «فيه لينٌ»، وقال أبو داود: «ضعيف». وقد روىٰ عنه البخاري في غير صحيحه، وأخرج التِّرمذي عن إسماعيل بن موسىٰ، عن محمد بن عمر بن الرّومي، عن شريكٍ؛ حديث: «أنا دار الحكمة وعلي بابها، فما أدري من وضعه؟»([2]).
وقال ابن حِبّان([3]): «عمر بن عبد الله الرّومي([4])، شيخٌ يروي عن شريكٍ، يقلب الأخبار، ويأتي عن الثّقات بما ليس من أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ، روىٰ عن شريك عن سلمة بن كهيلٍ عن الصّنابحي عن علي، قال: قال رسول الله : «أنا دار الحكمة وعلي بابها، فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها». رواه عنه أبو مسلمٍ الكجّي، وهذا خبرٌ لا أصل له عن النبي ، ولا شريكٌ حدّث به، ولا سلمة بن كهيلٍ رواه، ولا الصّنابحي أسنده، ولعلّ هذا الشّيخ بلغه حديث أبي الصّلت عن أبي معاوية؛ فحفظه ثمّ أقلبه علىٰ شريكٍ وحدّث بهذا الإسناد».
وفيه أيضاً شريك بن عبد الله القاضي، وهو سيء الحفظ. تقدمت ترجمته مراراً.
([2]) «ميزان الاعتدال» (8002).
([4]) قال الذهبي: «كذا قال ابن حِبّان فوهم، وقال: «يأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم»، قلت: بل الراوي عن شريكٍ هو محمد بن عمر الرومي، وهو ولد المذكور، فأمّا الأب فثقةٌ حدّث عنه قتيبة بن سعيدٍ والكبار». اهــ «ميزان الاعتدال» (6159).