أوحي إلي في علي ثلاث
26-03-2023
[2] حديث: «أوحي إلي في علي ثلاث: أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين».
هذا حديثٌ موضوع.
أخرجه الخطيب البغدادي([1])، من طريق يحيى بن أبي بكير وأحمد بن الفضل ونصر بن مزاحم. وابن عساكر([2])، من طريق زكريا بن يحيى الكسائي، أخبرنا نصر بن مزاحم. والسلفي([3]) من طريق إبراهيم بن عباد الكرماني، حدثنا يحيى بن أبي بكير.
جميعاً (نصر، ويحيى، وأحمد) عن جعفر بن زياد، عن هلال الوزان، عن أبي كثير الأنصاري، عن عبدالله بن أسعد بن زرارة، مرفوعاً: «لما عرج بي إلى السماء انتهي بي إلى قصر من لؤلؤ، فيه فراش من ذهب يتلألأ، فأوحي إليَّ ــ أو أمرتي ــ في علي رضي الله عنه بثلاث خصال: أنّه سيد المسلمين، وولي المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين».
فيه جعفر بن زياد الأحمر، وهو شيعي، ولكنهم وثّقوه. قال ابن حِبّان: «كثير الرواية عن الضّعفاء، وإذا روىٰ عن الثّقات؛ تفرّد عنهم بأشياء، في القلب منها شيءٌ»([4]). وقال الدّارقطني: «يعتبر به»([5]).
وظاهره منقطع، إذ أرسله عبد لله بن أسعد.
والطريق إلى جعفر بإسناد ابن عساكر فيه زكريا بن يحيىٰ الكسائي، وهو شيعي أيضاً، قال ابن معينٍ: «رجل سوءٍ، يحدّث بأحاديث سوءٍ، يستأهل أن يحفر له بئرٌ فيلقىٰ فيها»([6]). وقال النّسائي([7]) والدّارقطني([8]): «متروكٌ».
وفيه نصر بن مزاحم، قال العقيلي: «كان يذهب إلى التشيع، وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير»([9]). وقال أبو خيثمة: «كان كذاباً».
وقال الذهبي: «رافضي جلد، تركوه»([10]).
وإسناد السلفي فيه الكرماني، ولم أجد فيه كلاماً، ولكنه ذكر من شيوخ عبدالكبير بن عمر الخطابي([11]).
وحكم الألباني على الإسناد بأنه واهٍ([12]).
وأخرجه الحاكم([13])، والخطيب البغدادي([14])، وابن عساكر([15])، من طريق عمرو بن الحصين، عن يحيىٰ بن العلاء الرّازي، حدثنا هلال بن أبي حميدٍ، عن عبدالله بن أسعد بن زرارة، عن أبيه.
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد». وتعقبه الذهبي بقوله: «أحسبه موضوعاً، عمرو بن الحصين وشيخه متروكان».
قال أبو حاتمٍ الرّازي عن عمرو: «ذاهب الحديث»، وقال أبو زرعة: «واهي الحديث»([16]).
وقال ابن عدي: «مظلم الحديث»([17]).
وقال الدّارقطني: «متروكٌ»([18]).
وأخرجه الخطيب أيضاً([19])، من طريق عيسى بن سوداة، عن هلال الوزان، عن عبد لله بن عكيم الجهني مرفوعاً.
فيه عيسى بن سوادة النخعي، قال ابن معين: «كذاب»([20]). وقال أبو حاتم: «منكر الحديث، ضعيف»([21]).
وأخرجه الخطيب أيضاً([22])، من طريق المثنى بن قاسم الحضرمي، عن هلال، عن أبي كثير عن عبدالله بن أسعد، عن أنس، عن أبي أمامة، مرفوعاً.
وقد ذكر الخطيب البغدادي رحمه الله اختلاف الرواة في إسناد الحديث، وكذا الحافظ ابن حجر([23]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «هذا كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث، وكل من له أدنى معرفة بالحديث يعلم أن هذا كذب موضوع لم يروه أحد من أهل العلم بالحديث في كتاب يعتمد عليه لا الصحاح ولا السنن ولا المسانيد المقبولة، وهذا مما لا يجوز نسبته إلى النبي ﷺ، فإن قائل هذا كاذب، والنبي ﷺ منزه عن الكذب، وذلك أن سيد المسلمين، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين هو رسول الله ﷺ باتفاق المسلمين»([24]).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «ومعظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء، والمتن منكر جداً»([25]).
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: «هذا حديثٌ منكر جداً، ويشبه أن يكون موضوعاً من بعض الشيعة الغلاة، وإنما هذه صفات رسول الله ، لا صفات علي»، نقله السيوطي عنه([26]).
([1]) «موضح أوهام الجمع والتفريق» (1/189 ــ 190).
([4]) «المجروحين» (1/252، 185).
([6]) «ميزان الاعتدال» (2890).
([7]) «الضعفاء» للنسائي (211).
([8]) «الضعفاء» للدارقطني (238).
([10]) «ميزان الاعتدال» (9046).
([11]) «إكمال الإكمال» لابن نقطة (2/512).
([12]) «السلسلة الضعيفة» (10/508).
([16]) «الجرح والتعديل» (6/229).
([20]) «ميزان الاعتدال» (6569).
([21]) «الجرح والتعديل» (6/277).
([23]) «الموضح» (1/190)، «الإصابة» (4/6).
([24]) «منهاج السنة النبوية» (7/386 ــ 387)، وانظر: «المنتقى» للذهبي ص473.