إن في دراسة قصص الأنبياء فوائد كثيرة، منها:

أولاً: الاستفادة من الدروس والعبر: كما قال سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي ٱلْأَلْبَابِ﴾  .

ثانياً: تسلية النبي ﷺ وأتباعه: كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ﴾  .

ثالثاً: معرفة أساليب الدعوة: فالداعية إلى الله عز وجل يستفيد منها كثيراً في معرفة أساليب الدعوة وطرقها، وردود فعل المدعوين عادة؛ لأنها متشابهة في كل زمان ومكان، وإن اختلفت ففي أشياء يسيرة.

رابعاً: يتعلم الإنسان الصبر على الشدائد: والاقتداء بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم كما قال سبحانه وتعالى: ﴿فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ﴾  .

خامساً: زيادة الإيمان: فإذا علم الإنسان أنّ الله تبارك وتعالى دائماً يجعل الغلبة والنصر في نهاية الأمر لعباده المرسلين، ﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ﴾، فتطمئن نفس الداعية إلى الله تبارك وتعالى في أن الله تبارك وتعالى مظهر أمره، وناصرٌ رسله والدعاةَ إليه سبحانه وتعالى.

سادساً: تأكيد لنبوة سيدنا محمد ﷺ: وذلك بإخباره عن أمور غيبية لم يحضرها، ويخبر عنها كأنه حاضرٌ لها صلوات الله وسلامه عليه، كما قال ــ جل وعلا ــ: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾   وكذا في قوله تبارك وتعالى: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ ٱلْغَيْبِ نُوْحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾، ومع هذا يخبر النبي ﷺ عن الأمور الغيبية بالتفاصيل الدقيقة صلوات الله وسلامه عليه.

سابعاً: معرفة كمال الشريعة: فيعرف العبد كمال هذه الشريعة التي ختم الله بها الشرائع السابقة في نسخ الأحكام التي وردت في الشرائع السابقة بعضها أو كلها.

ثامناً: بيان أن دعوة الأنبياء واحدة: فيعرف العبد صدق قول النبي ﷺ عن إخوانه الأنبياء أنهم أبناء عَلّات أبوهم واحد وأمهاتهم شتى([1])، وذلك أن جميع الأنبياء دعوتهم واحدة، وهي الدعوة إلى عبادة الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له.

 

([1])       أخرجه البخاري (3443)، ومسلم (2365) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه: «الأنبياء إخوة لعَلَّات أمهاتهم شتى ودينهم واحد».