والقصة في اللغة: هي من قصَّ الأثر؛ أي: تتبعه، وقصُّ الأثر هو المشي على أثر من سبق حتى يصل إليه أو إلى مراده، والقصة القرآنية تختلف عن القصة الأدبية، وذلك أن القصة في القرآن الكريم لا مجال للخيال فيها، بل هي وقائع تاريخية شاهدة على التاريخ، وهي كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ﴾، فقصص القرآن على الصحيح في تفسير هذه الآية أنه ليس المقصود منها قصة يوسف صلوات الله وسلامه عليه، وإنما المقصود عموم قصص القرآن، فقصة موسى، وقصة إبراهيم، وقصة صالح، وهكذا، سائر الأنبياء تدخل قصصهم تحت قول الله سبحانه وتعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ﴾  .

ونحن نلتزم في قصص الأنبياء ما ثبت في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه محمد ﷺ، فهو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ لأن قصص الأنبياء غيب، والكلام في الغيب لا يكون إلا عن طريق من عرف هذا الغيب، وهو الله تبارك وتعالى، الحي الذي لا يموت، وهو الذي أخبر نبيه محمداً ﷺ بما كان من قصص سلفه من الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم، وهذه ميزة ثابتة لأهل السنة، وهو اعتمادهم على الإسناد الصحيح، فلا يقبلون إلا ما ثبت، ولا يتكلمون إلا بعلم، لا رجماً بالغيب، ولا كلاماً على الله سبحانه وتعالى دون برهان، وهم يتمثلون دائماً قول النبي ﷺ: «إن كذبا عليّ ليس ككذب على أحد، من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار»([1]).

 

([1])       أخرجه البخاري (1291)، ومسلم (4) من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.