نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [44]

قول عبدالحسين: إن آية ﴿يَاأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾  [المَائدة: 54]: «مختصة بأمير المؤمنين، ومنذرة ببأسه»!

فهي دعوىٰ تخالف ما تسالم عليه أغلب المفسّرين؛ من إن الآية تتنزّل علىٰ ما وقع لأصحاب النّبي  بقيادة أبي بكر، وذٰلك في قتالهم المرتدّين.

وعجبت أكثر من قوله: «إنه لا وزن للسّياق إذا خالف نصوصهم»!

والسّؤال: نصوص من هـٰذه التي يريد؟ أهي الأحاديث الضعيفة التي مرّت؟ أم هي الأحاديث الصحيحة!! التي يستدلّ بها؟

وهـٰذا إقرارٌ منه علىٰ أن السّياق يدلّ علىٰ خلاف قوله، ويوافق قولنا.

وكذا دعواه: إن في التّنزيل كثيراً من الآيات واردةٌ علىٰ خلاف ما يعطيه سياقها، وضرب مثالاً لذٰلك: آية التّطهير.

فأقول: هـٰذه الدّعوىٰ مرفوضةٌ؛ وذٰلك إن السّياق والسّباق يؤكّدان علىٰ أن الآيات كلها في نساء النّبي  ورضي الله عنهنّ. وقد قرأت لأحد كبار علمائهم ــ وهو المجلسي ــ ما هو أعجب من ذٰلك، حيث زعم أن آية التّطهير أقحمت في سورة الأحزاب إقحاماً؛ من جرّاء عبث أصحاب النّبي  بالقرآن الكريم، هـٰكذا يقول والعياذ بالله؟!

وكلام عبدالحسين هـٰذا خطيرٌ جدّاً، وإنه يوحي بأنه يرىٰ رأي من يقول: إن الصّحابة ــ والعياذ بالله ــ عبثوا في القرآن الكريم.

وأمّا قوله: «إننا لا نثق بنزول الآية في ذٰلك السّياق»؛ فأقول: فليخرجها من هـٰذا السّياق، ثمّ ليضعها حيث شاء من كتاب الله . وأنا أطلب من علماء مذهبه أن يطبعوا قرآناً آخر غير هـٰذا، مرتّبةً فيه آية التّطهير علىٰ ما يرون. فإن وجدوا أن النّظمين يشتبهان؛ فلينفردوا باسم الألوهة وليقولوا: سبحاننا! وإذا وجدوا أن النّظمين يختلفان؛ فليلبسوا ثوب الصّغار، ثمّ ليجزموا بأنه تنزيل ربّ العالمين الخالق الدّيان.

وها هي آية التّطهير: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ ٱلْأُولَى وَأَقِمْنَ ٱلصَّلَاةَ وَآتِينَ ٱلزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾  [الأحزاب: 33].

فهـٰذه آية التّطهير، فهل تخصّ الخمسة، أو لها علاقةٌ بنساء النبي . فأين سيضعونها؟

وليعلم أن رضىٰ علي بخلافة الثّلاثة الرّاشدين وجهاده معهم ونصحه لهم ومصاهراتهم فيما بينهم؛ يفسد عليهم تلك الدّعاوىٰ التي لا وزن لها عند تحقيق الرّوايات، وتمحيص صحيحها من ضعيفها.