نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [38]

قول عبدالحسين: «إن الحديث ظاهر في أن المراد من كلمة «ولي» الخليفة وولي الأمر، وأنه هو المتبادر للذهن». ثمّ ذكر قرائن علىٰ ذٰلك منها قوله: «من بعدي»، وأنها قاصرة عليه محصورة فيه. فقوله هذا معترضٌ بما يلي:

قوله: «هو المتبادر إلىٰ الذهن»؛ يخالفه فيه غيره ويقول: المتبادر إلىٰ الذهن معنًىٰ آخر غير ما ذكر، خاصّةً وهو لا يمكن أن يكون كذٰلك والرّسول  موجودٌ.

وأمّا زيادة: «من بعدي»؛ فإنها زيادةٌ ضعيفةٌ لا تثبت كما مرّ في تحقيق الأحاديث التي ذكرها سابقاً([1])، ولذٰلك نقول: أثبت العرش ثمّ انقش ما شئت.

ويبقىٰ قوله: «إن الأحاديث ظاهرةٌ في حصر الولاية فيه وقصرها عليه»؛ فهـٰذا يقال فيه: إذا كانت قاصرةً عليه محصورةً فيه؛ فبم صارت من بعد للحسن، ثمّ للحسين، وهلمّ جرّا إلىٰ الثاني عشر؟

فإمّا أن يقول: «إنها غير قاصرة»؛ فيدخل الثلاثة، أعني: أبا بكر وعمر وعثمان.

وإمّا أن يقول: «إنها قاصرةٌ»؛ فلا يدخل الحسن والحسين والتّسعة من ولد الحسين.

وكلا القولين أحلاهما عنده مرٌّ.

وأمّا قوله: «أي ميزة لعلي إذا كان المقصود المحبّة والنّصرة؟»؛ فأقول: كيف لا تكون ميزةً، والنّبي  يشهد له بأنه من أولياء الله تعالىٰ كما نصّ علىٰ ذٰلك في «خيبر»؟!

وأمّا قوله: «إن النّبي إنما يوضح البديهيات»؛ فهـٰذا لا نسلّم به، بل إن النّبي  يؤكّد مكانة علي رضي الله عنه، وهـٰذا الأسلوب من البلاغة بمكان، ولكنّ أكثرهم لا يعلمون وأتوا من العجمة، وله نظائر كثيرةٌ في جوامع كلمه ، منها:

قوله  عن فاطمة رضي الله عنها: «هي بضعةٌ منّي؛ يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها»([2]).

وقوله  عن جليبيب رضي الله عنه: «هـٰذا منّي وأنا منه، هـٰذا منّي وأنا منه»([3]).

وقوله  في الأشعريين: «فهم منّي وأنا منهم»([4]).

 

([1])        انظر المراجعة رقم: (10).

([2])       «صحيح البخاري» (5230)، «صحيح مسلم» (24497).

([3])       أخرجه مسلم في «صحيحه» (2472).

([4])       «صحيح البخاري» (2486)، «صحيح مسلم» (2500).