[27] حديث البزار أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيد علي فقال: «إن موسىٰ سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون، وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك». ثم أرسل إلىٰ أبي بكر أن سد بابك، فاسترجع، ثم قال: سمعاً وطاعة. ثم أرسل إلىٰ عمر، ثم أرسل إلىٰ العباس بمثل ذلك، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي، ولكن الله فتح بابه، وسد أبوابكم».

هذا الحديث ضعيف جدّاً.

أخرجه البزّار([1])، من طريق عبيد الله بن موسىٰ، حدّثنا أبو ميمونة، عن عيسىٰ المدني، عن علي بن حسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: أخذ رسول الله  بيدي، فقال: «إن موسىٰ سأل ربّه أن يطهّر مسجده بهارون، وإني سألت ربّي أن يطهّر مسجدي بك وبذرّيتك». ثمّ أرسل إلىٰ أبي بكر: «أن سدّ بابك»، فاسترجع، ثمّ قال: سمعاً وطاعةً، فسد بابه. ثمّ أرسل إلىٰ عمر، ثمّ أرسل إلىٰ العبّاس بمثل ذلك، ثمّ قال رسول الله : «ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي، ولكنّ الله فتح باب علي وسدّ أبوابكم».

وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ عن رسول الله ﷺ إلا بهذا الإسناد، وفيه علتان، أما إحداهما: فإن أباب ميمونة رجل مجهول، لا يعلم روى عنه غير عبيد الله بن موسى، وعيسى الملائي، فلا نعلمه روى أيضاً إلا هذا الحديث».

وعيسى المدني هو الملائي، قال أبو الفتح الأزدي: «تركوه»([2]).

وأقول: هل يطهّر المسجد أحدٌ؟! فكل ما ذكره عبدالحسين من الأدلة والنّصوص تدور بين أمرين لا ثالث لهما؛ إمّا صحيحٌ غير صريح، وإمّا صريحٌ غير صحيح، وهو الأكثر.

 

([1])        «المسند» (506).

([2])       «ميزان الاعتدال» (3/328).