اللهم إن أخي موسىٰ سألك
25-03-2023
[26] وفي المأثور من دعاء النبي : «اللهم إن أخي موسىٰ سألك فقال: ﴿ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا﴾ [طٰه: 25-32]. اللهم وإني عبدك ورسولك محمد، فاشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي علياً أخي».
هذا الحديث موضوع.
أخرجه ابن عدي([1])، وابن عساكر([2])، من طريق أحمد بن المفضل، أخبرنا جعفر الأحمر، عن عمران بن سليمان، عن حصين الثعلبي، عن أسماء بنت عميس، به.
فيه جعفر الأحمر، وقد قال ابن عدي: «يروي شيئاً من الفضائل، وهو جملة متشيعة الكوفة».
وحصين هو ابن يزيد الثعلبي([3]) مجهول، ذكره البخاري وقال: «فيه نظر»([4])، وذكره ابن أبي حاتم وسكت عنه([5])، وذكره ابن حبان في الثقات([6]).
وفيه عمران بن سليمان، قال أبو الفتح الأزدي: «يعرف وينكر»([7]).
وأخرجه أحمد([8])، من طريق عباد بن يعقوب، عن علي بن عابس، عن الحارث بن حصيرة، قال: سمعت رجلاً من خثعم يقول: سمعت أسماء، وذكره مختصراً.
وفيه علي بن عابس ، قال ابن معين: «ليس بشيء»، وضعفه الجوزجاني والنسائي والأزدي. وقال ابن حبان: «فحش خطؤه، فاستحق الترك»([9]).
والراوي عن أسماء مجهول.
وأورده عبدالحسين من رواية الثّعلبي في «تفسيره» بالإسناد إلىٰ أبي ذرّ قال: سمعت رسول الله بهاتين ــ وإلا صمّتا ــ ورأيته بهاتين ــ وإلّا عميتا ــ يقول: «علي قائد البررة، وقاتل الكفرة، منصورٌ من نصره، مخذولٌ من خذله». أمّا إني صلّيت مع رسول الله ذات يوم، فسأل سائلٌ في المسجد، فلم يعطه أحدٌ شيئاً، وكان علي راكعاً، فأومأ بخنصره إليه ــ وكان يتختّم بها ــ، فأقبل السّائل حتّىٰ أخذ الخاتم من خنصره، فتضرّع النّبي إلىٰ الله عز وجل يدعوه فقال: «اللهمّ إن أخي موسىٰ سألك قال: ﴿ رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي﴾ [طٰه: 25] إلىٰ قوله ﴿بَصِيرًا﴾ [طٰه: 35]، فأوحيت إليه: ﴿ قَدْ أُوتِيْتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى﴾ [طٰه: 36]، اللهمّ وإني عبدك ونبيك فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي علياً اشدد به ظهري».
قال أبو ذرّ: فوالله ما استتمّ رسول الله الكلمة حتّىٰ هبط عليه الأمين جبريل بهذه الآية: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُوا ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْغَالِبُونَ﴾ [المَائدة: 55-56].
([3]) في «تاريخ ابن عساكر»: «التغلبي»، والصواب: «الثعلبي».
([5]) «الجرح والتعديل» (2/199).