[5] حديث: لما زفت سيدة النساء إلىٰ كفئها سيد العترة، قال النبي ﷺ: «يا أم أيمن ادعي لي أخي»، فقالت: هو أخوك وتنكحه؟ قال: «نعم يا أم أيمن»، فدعت علياً فجاء.

هذا الحديث ضعيف.

أخرجه الحاكم([1]) من طريق عن أيوب، عن أبي يزيد المدني، عن أسماء بنت عميس قالت: كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله ، فلمّا أصبحنا؛ جاء النّبي  إلىٰ الباب فقال: «يا أمّ أيمن! ادعي لي أخي». فقالت: هو أخوك وتنكحه؟! قال: «نعم؛ يا أمّ أيمن!». فجاء علي، فنضح النّبي  عليه من الماء، ودعا له، ثمّ قال: «ادعي لي فاطمة». فجاءت تعثر من الحياء. فقال لها رسول الله .. (فذكره). قالت: ونضح النّبي عليها من الماء، ثمّ رجع رسول الله ، فرأىٰ سواداً بين يديه. فقال: «من هذا؟». فقلت: أنا أسماء. قال: «أسماء بنت عميس؟». قلت: نعم. قال: «جئت في زفاف ابنة رسول الله ؟». قلت: نعم. فدعا لي.

وقوله: «إن الذهبي سلّم بصحّته»، كذب علىٰ الذهبي؛ لأنه قال: «إنه غلط».

لأن أسماء كانت في الحبشة، أي: وقت زواج علي بفاطمة، وإنما هاجرت أسماء إلى المدينة عام خيبر في السنة السابعة.

قلت: وقد حذف عبدالحسين اسم «أسماء» من الحديث.

وقد أخرج الكليني([2])ــ الذي هو أصحّ كتاب في مذهبهم بلا منازع ــ روايةً فيها: إن أبا طالب ألقىٰ النّبي  علىٰ صدر نفسه، فأنزل الله فيه لبناً، فرضع النّبي  من صدر أبي طالب. فهل بهـٰذا الرّضاع المزعوم يكون علي أخاً للنّبي ؟!

وأمّا دعوىٰ عبدالحسين «إن كل من ذكر زفاف الزّهراء ذكر هـٰذا الحديث» ــ هـٰكذا دون أن يستثني أحداً ــ فهي مجازفةٌ جديدةٌ تضمّ لمجازفاته وما أكثرها!

 

([1])        «المستدرك» (3/159).

([2])       «الكافي» (1/448).