[2] حديث: «أنت أخي في الدنيا والآخرة».

هذا الحديث موضوع، ولا قيمة لقول عبدالحسين: «أخرجه الحاكم من طريقين صحيحين علىٰ شرط الشّيخين»؛ لأنهما طريقان ساقطان كما سيأتي.

أخرجه التّرمذي([1])، وابن عدي([2])، والحاكم([3])، من طريق حكيم بن جبير، عن جميع بن عمير، عن ابن عمر، قال: لما ورد رسول الله  المدينة آخىٰ بين أصحابه، فجاء علي رضي الله عنه تدمع عيناه فقال: يا رسول الله! آخيت بين أصحابك، ولم تواخ بيني وبين أحد، فقال رسول الله : «أنت أخي في الدّنيا والآخرة».

قال التّرمذي: «هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ».

قال المباركفوري: «حكيم بن جبير ضعيف، ورمي بالتّشيع»([4]).

وفيه جميع بن عمير، وقد قال ابن حبان: «كان رافضياً يضع الحديث»([5]).

وقال ابن نمير: «كان من أكذب الناس»([6]).

والطريق الثاني: أخرجه الحاكم([7]) من طريق إسحاق بن بشر الكاهلي، حدثنا محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن جميع.

قال الذهبي معقباً علىٰ هذا الطريق: «جميعٌ بن عمير اتّهم، وإسحاق بن بشر الكاهلي هالكٌ».

والطريق الثالث: أخرجه ابن عدي([8])، من طريق كثير النواء، عن جميع به، وكثيرٌ النواء شيعي، وقد ضعّفه أبو حاتم والنسائي([9]).

فمدار الحديث علىٰ جميع بن عمير، وقد تكلم فيه، وقال فيه ابن عدي: «وعامّة ما يرويه أحاديث لا يتابعه غيره عليه»([10]).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وحديث المؤاخاة لعلي من الأكاذيب»([11]).

وقال العراقي: «وكل ما ورد في أخوته فضعيف لا يصح منه شيء»([12]).

وقول عبدالحسين: «أخرجه الذهبي مسلّماً بصحّته»؛ غريب لأن «تلخيص الذهبي للمستدرك» لا يقول فيه: «أخرجه الذهبي» إلّا جاهلٌ.

وقوله: «مسلّماً بصحّته»؛ باطلٌ؛ فالذهبي قال عن الطريق الثّاني: «فيه جميعٌ متّهمٌ، والكاهلي هالكٌ»، وسكت عن الطريق الأول.

 

([1])        «الجامع» (3720).

([2])       «الكامل» (2/166).

([3])       «المستدرك» (3/14).

([4])       «تحفة الأحوذي» (10/152).

([5])       كتاب «المجروحين» (1/218).

([6])       «ميزان الاعتدال» للذهبي (1552).

([7])        «المستدرك» (3/14).

([8])       «الكامل» (2/166).

([9])       «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (7/160)، «الضعفاء» للنسائي (507)، وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (24/103).

([10])     «الكامل في الضعفاء» (2/166).

([11])      «منهاج السنة النبوية» (5/71).

([12])     «تخريج الإحياء» (1/483).