أنت أخي في الدنيا والآخرة
25-03-2023
[2] حديث: «أنت أخي في الدنيا والآخرة».
هذا الحديث موضوع، ولا قيمة لقول عبدالحسين: «أخرجه الحاكم من طريقين صحيحين علىٰ شرط الشّيخين»؛ لأنهما طريقان ساقطان كما سيأتي.
أخرجه التّرمذي([1])، وابن عدي([2])، والحاكم([3])، من طريق حكيم بن جبير، عن جميع بن عمير، عن ابن عمر، قال: لما ورد رسول الله المدينة آخىٰ بين أصحابه، فجاء علي رضي الله عنه تدمع عيناه فقال: يا رسول الله! آخيت بين أصحابك، ولم تواخ بيني وبين أحد، فقال رسول الله : «أنت أخي في الدّنيا والآخرة».
قال التّرمذي: «هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ».
قال المباركفوري: «حكيم بن جبير ضعيف، ورمي بالتّشيع»([4]).
وفيه جميع بن عمير، وقد قال ابن حبان: «كان رافضياً يضع الحديث»([5]).
وقال ابن نمير: «كان من أكذب الناس»([6]).
والطريق الثاني: أخرجه الحاكم([7]) من طريق إسحاق بن بشر الكاهلي، حدثنا محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن جميع.
قال الذهبي معقباً علىٰ هذا الطريق: «جميعٌ بن عمير اتّهم، وإسحاق بن بشر الكاهلي هالكٌ».
والطريق الثالث: أخرجه ابن عدي([8])، من طريق كثير النواء، عن جميع به، وكثيرٌ النواء شيعي، وقد ضعّفه أبو حاتم والنسائي([9]).
فمدار الحديث علىٰ جميع بن عمير، وقد تكلم فيه، وقال فيه ابن عدي: «وعامّة ما يرويه أحاديث لا يتابعه غيره عليه»([10]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وحديث المؤاخاة لعلي من الأكاذيب»([11]).
وقال العراقي: «وكل ما ورد في أخوته فضعيف لا يصح منه شيء»([12]).
وقول عبدالحسين: «أخرجه الذهبي مسلّماً بصحّته»؛ غريب لأن «تلخيص الذهبي للمستدرك» لا يقول فيه: «أخرجه الذهبي» إلّا جاهلٌ.
وقوله: «مسلّماً بصحّته»؛ باطلٌ؛ فالذهبي قال عن الطريق الثّاني: «فيه جميعٌ متّهمٌ، والكاهلي هالكٌ»، وسكت عن الطريق الأول.
([4]) «تحفة الأحوذي» (10/152).
([5]) كتاب «المجروحين» (1/218).
([6]) «ميزان الاعتدال» للذهبي (1552).
([9]) «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (7/160)، «الضعفاء» للنسائي (507)، وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (24/103).
([10]) «الكامل في الضعفاء» (2/166).