الأمة الإسلامية هم أكثر الناس تعظيماً للأنبياء
25-02-2023
هذا هو كلامنا في أنبيائنا صلوات الله وسلامه عليهم، ولكن أبى بعضُ الفجار الكفار إلا أن يطعنوا في أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم، فهذا الكتاب الذي يُسمى بــ«الكتاب المقدس» عند اليهود والنصارى، وهو الذي يشتمل «العهد القديم» الذي هو التوراة، ويشتمل «العهد الجديد» الذي هو الإنجيل، والتوراة يؤمن بها جميعهم، وأما العهد الجديد؛ فإن اليهود لا يؤمنون به؛ لأن اليهود لا يؤمنون بعيسى صلوات الله وسلامه عليه، وإنما يزعمون أنهم يؤمنون بموسى فقط، وأنا أنقل بعض كلامهم في أنبياء الله من الطعون التي لا يجوز أبداً أن تنسب إلى الصالحين من البشر فضلاً عن أن تُنسب إلى الكُمّل من البشر، وهم أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم.
وسأذكر بعض رواياتهم التي ينسبونها إلى أنبياء الله ــ وهم بريئون منها ــ، وأنا آسف جداً عما سأذكره، ولكن حتى يُعلم من هم أتباع الرسل، ومن هم الذين يعطون الرسل حقهم.
فقالوا عن نوح عليه السلام: «وابتدأ نوح يكون فلّاحاً وغرس كرماً، وشرب من الخمر، فسكر، وتعرى داخل خبائه، فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه، وأخبر أخويه خارجاً»([1]).
ويقولون عن لوط ــ عليه الصلاة والسلام ــ: «وصعد لوط من صوغر، وسكن في الجبل، وابنتاه معه؛ لأنه خاف أن يسكن في صوغر، فسكن في المغارة هو وابنتاه، وقالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ، وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض، هلّم نسقي أبانا خمراً، ونضطجع معه، فنحيي من أبينا نسلاً، فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة، ودخلت البكر، واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها، ولا بقيامها، وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي، نسقيه خمراً الليلة أيضاً، فادخلي واضطجعي معه، فنحيي من أبينا نسلاً، فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة أيضاً، وقامت الصغيرة واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، فحبلت([2]) ابنتا لوط من أبيهما»([3])، والعياذ بالله.
وهذا يعقوب عليه الصلاة والسلام قالوا عنه: «فبقي يعقوب وحده، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر، ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه([4])، فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه، وقال: أطلقني([5]) لأنه قد طلع الفجر، فقال: لا أطلقك إن لم تباركني، فقال له: ما اسمك؟ فقال: يعقوب، قال: لا يُدعى اسمك فيما بعد يعقوب، بل إسرائيل؛ لأنك جاهدت مع الله» فصار هذا الذي يصارع يعقوب هو الله ــ جل وعلا ــ([6])، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيراً.
وقالوا عن هارون عليه السلام: «ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل، اجتمع الشعب إلى هارون، وأخذ هارون من أيديهم الذهب الذي أمرهم به، وصوره بالإزميل، وصنعه عجلاً مسبوكاً، فقالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل»([7]) فهارون عندهم هو الذي صنع العجل وليس السامري.
وقالوا عن داودعليه السلام: «إنّ داود صعد على السطح فرأى امرأة تستحم، وكانت جميلة المنظر، فأرسل وسأل عنها، فقالوا هذه بتشع بنت اليعام امرأة أوريا الحثي، فأرسل داود رسلاً، وأخذها، فدخلت إليه فاضطجع معها»([8]).
وقالوا عن سليمان عليه السلام: «وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى، فلم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه، فذهب سليمان وراء عشتروث آلهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين، وعمل سليمان الشر في عيني الرب، ولم يتبع الرب تماماً كداود أبيه، وعبد الأصنام من بعد ذلك»([9]).
هذا كلامهم في أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم، ونكتفي بذكر هذه الروايات، وإلا فالكتاب مليء بأمثال هذه الأمور.
([1]) «سفر التكوين»، الإصحاح التاسع.
([3]) «سفر التكوين» فقرة (19).
([5]) يعني: الرجل يقول ليعقوب.
([6]) «سفر التكوين» فقرة (33).
([7]) «سفر الخروج» الإصحاح (32).