مراجعة الشيعي عبدالحسين 20
25-03-2023
مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [20]
9 ذي الحجة سنة 1329 هـ
إن من أحاط علماً بسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في تأسيس دولة الإسلام، وتشريع أحكامها، وتمهيد قواعدها، وسن قوانينها، وتنظيم شؤونها عن الله عز وجل، يجد علياً وزير رسول الله في أمره، وظهيره علىٰ عدوه، وعيبة علمه، ووارث حكمه، وولي عهده، وصاحب الأمر من بعده، ومن وقف علىٰ أقوال النبي وأفعاله، في حله وترحاله صلى الله عليه وآله وسلم، يجد نصوصه في ذٰلك متواترة متوالية، من مبدأ أمره إلىٰ منتهىٰ عمره.
وحسبك منها ما كان في مبدأ الدعوة الإسلامية قبل ظهور الإسلام بمكة، حين أنزل الله تعالىٰ عليه: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلْأَقْرَبِينَ﴾ [الشُّعَرَاء: 214]، فدعاهم إلىٰ دار عمه ــ أبي طالب ــ وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه، وفيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، والحديث في ذٰلك من صحاح «السنن» المأثورة، وفي آخره قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يا بني عبدالمطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني علىٰ أمري هـٰذا علىٰ أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟». فأحجم القوم عنها غير علي ــ وكان أصغرهم ــ إذ قام فقال: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه. فأخذ رسول الله برقبته، وقال: «إن هـٰذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا». فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. اهـ.
أخرجه بهـٰذه الألفاظ كثير من حفظة الآثار النبوية، كابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبي نعيم، والبيهقي في «سننه» وفي «دلائله»، والثعلبي، والطبري في تفسير سورة الشعراء من «تفسيريهما» الكبيرين، وأخرجه الطبري أيضاً في من كتابه «تاريخ الأمم والملوك»، وأرسله ابن الأثير إرسال المسلمات في «كامله» عند ذكر أمر الله نبيه بإظهار دعوته، وأبو الفداء في (1/116) من «تاريخه» عند ذكره أول من أسلم من الناس، ونقله الإمام أبو جعفر الإسكافي المعتزلي في كتابه «نقض العثمانية» مصرحا بصحته.
وأورده الحلبي في «باب استخفائه وأصحابه في دار الأرقم» من «سيرته» المعروفة.
وأخرجه بهـٰذا المعنىٰ مع تقارب الألفاظ غير واحد من أثبات السنّة وجهابذة الحديث، كالطحاوي، والضياء المقدسي في «المختارة»، وسعيد بن منصور في «السنن»، وحسبك ما أخرجه أحمد بن حنبل من حديث علي في (1/11، 159)، من «مسنده» فراجع، وأخرج في (1/331) من «مسنده» أيضاً حديثاً جليلا عن ابن عباس يتضمن هـٰذا النص في عشر خصائص مما امتاز به علي علىٰ من سواه، وذٰلك الحديث الجليل أخرجه النسائي أيضاً عن ابن عباس في ص6 من «خصائصه العلوية»، والحاكم في (3/132) «صحيحه المستدرك»، وأخرجه الذهبي في «تلخيصه» معترفاً بصحته، ودونك الجزء السادس من كتاب «كنز العمال» فإن فيه التفصيل، وعليك «بمنتخب الكنز» وهو مطبوع في هامش «مسند الإمام أحمد»، فراجع منه ما هو في هامش (5/41 ــ 43) تجد التفصيل، وحسبنا هـٰذا ونعم الدليل، والسلام.