[46] عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني الكوفي، ذكره الدارقطني، فقال: «عباد بن يعقوب شيعي صدوق، وذكره ابن حبان فقال: «كان عباد بن يعقوب داعية إلىٰ الرفض، وقال ابن خزيمة: حدثنا الثقة في روايته المتهم في دينه، عباد بن يعقوب، وعباد هو الذي روىٰ عن الفضل بن القاسم، عن سفيان الثوري، عن زبيد، عن مرة، عن ابن مسعود، أنه كان يقرأ: «﴿ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ﴾ بعلي»، وروىٰ عن شريك عن عاصم، عن ذر، عن عبدالله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا رأيتم معاوية علىٰ منبري فاقتلوه». أخرجه الطبري وغيره، وكان عباد يقول: من من لم يتبرأ في صلاته كل يوم من أعداء آل محمد حشر معهم، وقال: «إن الله تعالىٰ لأعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنة، قاتلا علياً بعد أن بايعاه، وقال صالح جزرة: كان عباد بن يعقوب يشتم عثمان، وروىٰ عبادان الأهوازي عن الثقة: أن عباد بن يعقوب كان يشتم السلف.

قلت: ومع ذٰلك كله فقد أخذ عنه أئمة السنّة، كالبخاري، والترمذي، وابن ماجة، وابن خزيمة، وابن أبي داود، فهو شيخهم ومحل ثقتهم، وذكره الذهبي في «ميزانه» فقال: «من غلاة الشيعة ورؤوس البدع، لكنه صادق الحديث، ثم استرسل فنقل كل ما ذكرناه من أحواله، روىٰ عنه البخاري بلا واسطة في التوحيد من «صحيحه». ومات رحمه الله تعالىٰ، في شوّال سنة خمسين ومئتين، وكذب القاسم بن زكريا المطرز، فيما نقله عن عباد مما يتعلق في حفر البحر وجريان مائه. نعوذ بالله من إرجاف المرجفين بالمؤمنين، والله المستعان علىٰ ما يصفون.