[45] عامر بن وائلة بن عبد الله بن عمرو الليثي المكي أبو الطفيل، ولد عام أحد، وأدرك من حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثمان سنين، عدّه ابن قتيبة في كتابه «المعارف» في أول الغالية من الرافضة، وذكر: أنه كان صاحب راية المختار، وآخر الصحابة موتاً وذكره ابن عبدالبر في الكنىٰ من «الاستيعاب» فقال: «نزل الكوفة، وصحب علياً في مشاهده كلها، فلما قتل علي، انصرف إلىٰ مكة ــ إلىٰ أن قال ــ: وكان فاضلاً عاقلاً، حاضر الجواب فصيحاً، وكان متشيعاً في علي رضي الله عنه، وقال: «قدم أبو الطفيل يوماً علىٰ معاوية فقال: «كيف وجدك علىٰ خليلك أبي الحسن؟ قال: «كوجد أم موسىٰ علىٰ موسىٰ، وأشكو إلىٰ الله التقصير، وقال له معاوية: كنت فيمن حصر عثمان قال: «لا ولكني كنت فيمن حضره، قال: «فما منعك من نصره؟ قال: «وأنت فما منعك من نصره؟ إذ تربصت به ريب المنون، وكنت في أهل الشام وكلهم تابع لك فيما تريد، فقال له معاوية: أوما ترىٰ طلبي لدمه نصرة له، قال: «إنك لكما قال أخو جعف:

 

لألفينّك بعد الموت تندبني       

                                                وفي حياتي ما زودتني زاداً

 

روىٰ عنه كل من الزهري، وأبي الزبير، والجريري، وابن أبي حصين، وعبدالملك بن ابجر، وقتادة، ومعروف، والوليد بن جميع، ومنصور بن حيان، والقاسم بن أبي بردة، وعمرو بن دينار، وعكرمة بن خالد، وكلثوم بن حبيب، وفرات القزاز، وعبدالعزيز بن رفيع، فحديثهم جميعاً عنه موجود في «صحيح مسلم»، وقد روىٰ أبو الطفيل عند «مسلم» في الحج عن رسول الله، وروىٰ صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وروىٰ في الصلاة ودلائل النبوة عن معاذ بن جبل، وروىٰ في القدر عن عبد الله بن مسعود، وروىٰ عن كل من علي، وحذيفة بن أسيد، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس، وعمر بن الخطاب، كما يعلمه متتبعو حديث «مسلم» والباحثون عن رجال الأسانيد في «صحيحه». مات أبو الطفيل رحمه الله تعالىٰ بمكة سنة مئة وقيل سنة اثنين ومئة، وقيل: سنة سبع ومئة، وقيل: سنة عشر ومئة، وأرسل ابن القيسراني أنه مات سنة عشرين ومئة، والله أعلم.