[18] الحارث بن حصيرة أبو النعمان الأزدي الكوفي، ذكره أبو حاتم الرازي. فقال: «هو من الشيعة العتق». وذكره أبو أحمد الزبيري، فقال: «كان يؤمن بالرجعة». وذكره ابن عدي، فقال: «يكتب حديث علىٰ ما رأيته من ضعفه، وهو من المحترقين بالكوفة في التشيع». وقال زنيج: «سألت جريراً أرأيت الحارث بن حصيرة؟ قال: نعم رأيته شيخاً كبيراً، طويل السكوت، يصرّ علىٰ أمر عظيم». وذكره يحيىٰ بن معين، فقال: «ثقة خشبي»، ووثقه النسائي أيضاً، وحمل عنه الثوري، ومالك بن مغول، وعبد الله بن نمير، وطائفة من طبقتهم، كان شيخهم ومحل ثقتهم. وترجمه الذهبي في «ميزانه»، فذكر كل ما نقلناه من شؤونه. ودونك حديثه في «السنن» عن زيد بن وهب، وعكرمة، وطائفة من طبقتهما، أخرج النسائي من طريق عباد بن يعقوب الرواجني، عن عبد الله بن عبدالملك المسعودي، عن الحارث بن حصيرة، عن زيد بن وهب، قال سمعت علياً يقول: «أنا عبد الله وأخو رسوله، لا يقولها بعدي إلا كذاب». وروىٰ الحارث بن حصيرة، عن أبي داود السبيعي، عن عمران بن حصين، قال: «كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي إلىٰ جنبه، إذ قرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ ٱلْأَرْضِ﴾  [النمل: 62]. فارتعد علي، فضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده علىٰ كتفه، وقال: «ولا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق إلىٰ يوم القيامة». أخرجه المحدثون كمحمد بن كثير، وغيره عن الحارث بن حصيرة، ونقله الذهبي في ترجمة نفيع بن الحارث بهـٰذا الإسناد، وحين أتىٰ في أثناء السند علىٰ ذكر الحارث بن حصيرة، قال: «صدوق لكنه رافضي».