نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين 14
24-03-2023
نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [14]
ذكر عبدالحسين في مراجعته إن الذين رووا نزول تلك الآيات في أهل البيت إنما هم ثقات أهل السُّنة، وليس محقّاً في ذٰلك؛ لما مرّ من تفسير هـٰذه الآيات، ولكونه يرسل الكلام إرسالاً دون أن يبين من هم هـٰؤلاء الثّقات الذين يزعم إنه ينقل عنهم.
وذكر إن أسانيد كتب أهل السُّنة مشحونةٌ برجال من الشيعة، ولا شكّ إنه يبالغ كثيراً، خاصّةً زعمه إن الصّحاح السّتّة وغيرها تحتجّ برجال الشيعة، مع أنهم وصمهم الواصمون بالتّشيع والانحراف، ونبزوهم بالرّفض والخلاف، وإن في شيوخ البخاري رجالاً من الشيعة نبزوا بالرّفض.
فأمّا وصفه للكتب السّتّة بــ«الصّحاح السّتّة»؛ فليس وصفاً صحيحاً؛ لأن الكتب السّتّة عند أهل السُّنة والجماعة تتكون من «الصّحيحين» وهما صحيحان، ومن «السّنن الأربعة»، وهـٰذه فيها الصحيح والضعيف.
وأمّا ما ذكره من إن أهل السُّنة يروون عن الشيعة، والخوارج، والمرجئة والقدرية، وغيرهم من الفرق المبتدعة، فنعم؛ طالما إن الرّاوي ما زال في دائرة الإسلام، وكان ثقةٌ في نفسه، ولم يرو ما يؤيد بدعته التي خالف بها السُّنة.
وأمّا قوله: «إنه قد علم البرّ والفاجرّ حكم الكذب عند هـٰؤلاء الأبرار، والألوف من مؤلّفاتهم المنتشرة تلعن الكذّابين».
فأقول: نحن أيضاً نلعن الكذّابين، ونعلم علم اليقين الذي لا يخالطه أدنىٰ شكّ إن الأئمّة الذين تنتسب إليهم الشيعة الرّافضة ــ وهم علي وذرّيته رضي الله عنهم من أصدق الناس لساناً، وأنقاهم سريرةً، وأتقاهم لربّهم.
وأمّا وصفه لكتبهم بأنها مقدّسةٌ ــ علىٰ ما فيها من النصوص المستنكرة والمقطوع بكذبها علىٰ الأئمّة ــ فسيأتي الوصف الدّقيق والكلام عنها في المكان المناسب([1]).