[25] ﴿ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ﴾  [آل عمران: 7].

القول الصّواب في تأويل هذه الآية:

قال مالكٌ رحمه الله في تفسير الرّاسخين: «العالم العامل بما علم المتّبع له»([1]).

وقال الطّبري رحمه الله: «العلماء الذين قد أتقنوا علمهم ووعوه فحفظوه حفظاً»([2]).

وقال البغوي رحمه الله: «الدّاخلون في العلم، هم الذين أتقنوا علمهم، بحيث لا يدخل في معرفتهم شكٌّ.. وقيل: علماء مؤمني أهل الكتاب»([3]).

قلت: ونحن لا نشكّ ــ أبداً ــ في إن علياً، والحسن، والحسين، وابن عبّاس، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفراً الصّادق وغيرهم من آل البيت؛ إنهم من الرّاسخين في العلم.

ولكن لا يفوتنا أيضا إن العلم ليس حكراً علىٰ بيت بعينه، وإنما هو متاحٌ لمن اتّقىٰ الله وسعىٰ في طلبه، كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وزيد بن ثابت، والحسن، والزّهري، وسعيد بن المسيب، وعلي بن الحسين، والحسن البصري، وابن سيرين، ومحمد الباقر، وجعفر الصّادق، ومالك، والشّافعي، وأحمد، والثّوري، وغيرهم كثيرٌ.

 

([1])        «معالم التنزيل» (2/11).

([2])       «جامع البيان» (5/223).

([3])       «معالم التنزيل» (2/10).