حديث أبي ذر
23-03-2023
[9] حديث أبي ذر: «واجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين من الرأس، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين».
الحديث أخرجه الطّبراني([1]) موقوفاً من قول سلمان الفارسي رضي الله عنه، وليس من قول النبي ، ولفظه: حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدّثنا جندل بن والق، حدّثنا محمد بن حبيب العجلي، عن إبراهيم بن الحسن، عن زياد بن المنذر، عن عبدالرّحمٰن بن مسعود العبدي، عن عليم، عن سلمان، قال: «أنزلوا آل محمد بمنزلة الرّأس من الجسد، وبمنزلة العين([2]) من الرّأس؛ فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرّأس، وإن الرّأس لا يهتدي إلا بالعينين».
وفيه زياد بن المنذر الهمداني، ويقال له أيضاً: النهدي، والثّقفي، أبو الجارود الأعمىٰ، رئيس فرقة الجارودية الضّالّة([3]). وقد كذبه ابن معين([4]). وقال أحمد: «متروك الحديث»([5]). وقال البخاري: «يتكلمون فيه»([6]).
وقال ابن عدي ــ بعد أن ساق له عدة أحاديث ــ: «غير محفوظة، وعامّة ما يروي.. في فضائل أهل البيت، وهو من المعدودين من أهل الكوفة الغالين، وله عن أبي جعفر تفسيرٌ وغير ذٰلك، ويحيىٰ بن معين إنما تكلم فيه وضعّفه لأنه يروي أحاديث في فضائل أهل البيت، ويروي ثلب غيرهم ويفرط، فلذٰلك ضعّفه، مع أن أبا الجارود هـٰذا أحاديثه عمّن يروي عنهم فيها نظرٌ»([7]).
وقال ابن حبان: «كان رافضياً يضع الحديث في مثالب أصحاب النبي ، ويروي في فضائل أهل البيت أشياء ما لها أصولٌ، لا يحلّ كتابة حديثه»([8]). روىٰ له التّرمذي حديثاً واحداً([9])؛ ليبين ضعفه وضعف حديثه.
وقد حكم الألباني علىٰ الحديث بالوضع([10]).
([2]) كذا عند الطّبراني «العين» مفردة.
([3]) اعترف بذٰلك الحسن بن موسىٰ النّوبختي الشيعي ــ في كتاب «فرق الشّيعة» (ص21) ــ فقال: «وفرقةٌ منهم يسمّون الجارودية قالوا بتفضيل علي؛، ولم يروا مقامه يجوز لأحد سواه، وزعموا أن من دفع علياً عن هـٰذا المكان فهو كافرٌ، وأن الأمّة كفرت وضلّت في تركها بيعته».
([4]) «تاريخ ابن معين» رواية الدوري (1779، 2180، 2243).
([5]) «العلل ومعرفة الرجال» (5687).
([6]) «التاريخ الكبير» (3/371).