المراجعة المنسوبة لشيخ الأزهر سليم البشري رقم [3]

7 ذي القعدة سنة 1329 هـ

إنما أسألك الآن عن السبب في عدم أخذكم بمذاهب الجمهور من المسلمين، أعني مذهب الأشعري في أصول الدين، والمذاهب الأربعة في الفروع، وقد دان بها السلف الصالح، ورأوها أعدل المذاهب وأفضلها، واتفقوا علىٰ التعبّد بها في كل عصر ومصر، وأجمعوا علىٰ عدالة أربابها واجتهادهم، وأمانتهم وورعهم وزهدهم، ونزاهة أعراضهم، وعفة نفوسهم، وحسن سيرتهم، وعلو قدرهم علماً وعملاً.

وما أشد حاجتنا اليوم إلىٰ وصل حبل الشمل، ونظم عقد الاجتماع بأخذكم بتلك المذاهب، تبعاً للرأي العام الإسلامي، وقد عقد أعداء الدين ضمائرهم علىٰ الغدر بنا وسلكوا في نكايتنا كل طريق، أيقظوا لذٰلك آراءهم، وأسهروا قلوبهم، والمسلمون غافلون، كأنهم في غمرة ساهون، وقد أعانوهم علىٰ أنفسهم، حيث صدّعوا شعبهم، ومزقوا بالتحزب والتعصب شملهم، فذهبوا أيادي، وتفرقوا قدداً، يضلل بعضهم بعضاً، ويتبرأ بعضهم من بعض، وبهـٰذا ونحوه افترستنا الذئاب، وطمعت بنا الكلاب.

فهل تجدون غير الذي قلناه ــ هداكم الله ــ إلىٰ لم هـٰذا الشعث سبيلاً؟ فقل تسمع ومر تطع، ولك السلام.