ادّعىٰ المتشيعين أن كتاب المراجعات أثّر فيهم
22-03-2023
أولاً: ذكر من ادّعىٰ من المتشيعين أن كتاب المراجعات أثّر فيهم:
يعدّ «كتاب المراجعات» للموسوي من أهمّ الكتب التي يتبجّح بها الشيعة الاثنا عشرية ويدعون النّاس إلىٰ التّشيع من خلالها، ويستدلّون بها علىٰ صحّة مذهبهم، وظن البعض أن هذه المراجعات حقيقةٌ، وأن شيخ الأزهر في زمنه قد تابع الموسوي فيما ادّعاه وصار رافضيا، بل ادّعىٰ بعضهم أنه ترفّض بسبب هذا الكتاب.
وها هم بعض الذين تأثّروا بهذا الكتاب أو ادّعوا ذلك:
- هشام آل قطيط؛ قال: «بدأت في القراءة في هذا الكتاب، وكنت واثقاً من نفسي بأنه كتاب ضلال سوف أردّ عليه، وأفهم الشيعي من هو السّنّي([1]) ؟! فقرأت ترجمة الكتاب، واستمرّيت بالقراءة، وقطعت منه تقريباً أكثر من مئتي صفحة، ففوجئت وتشنّجت من هذا الكتاب المدسوس، واستغربت من هذه المعلومات الغريبة التي لأوّل مرّة تطرق ذهني، وخاصّةً أن علماءنا دائماً يحذّرونا من قراءة كتب الضّلال، فقلت: إن استمرّيت في القراءة في هذا الكتاب سوف يحرفني لا شكّ في ذلك إطلاقاً، وإذا أردت أن أتتبّع الأدلّة ليس لدي المصادر وليس لدي الفراغ الكافي للبحث في هذه القضية الشّائكة، فأغلقت الكتاب لأنه شوّش تفكيري»([2]).
وقال أيضاً ــ وقد عاد لقراءة الكتاب مرّةً أخرىٰ ــ: «راجعت المصادر، ووقفت عليها، ووجدت صدق ما يأتي به العالم الشيعي، فاستغربت من قوة استدلال هذا العالم، وإحاطته الدّقيقة بالتّاريخ والسّيرة والصّحاح، واستهواني الكتاب بأسلوبه الجذّاب.. وصرت أفكّر: يا إلهي أين كنت أنا؟ أين علماؤنا من هذه الكتب؟ فهل يعرف علماؤنا ما في هذه الكتب من أدلّة، ويتعمّدون طمس هذه الحقائق عنّا؟ لأنه ليس من اختصاصنا البحث في الدّين، وإنما هو حكرٌ علىٰ الشّيوخ والعلماء فقط، أم أنهم لا يعلمون حقيقة هذه الكتب»؟!([3]).
- أسعد وحيد القاسم؛ قال: «بالرّغم أن كاتبه شيعي إلّا أنه ولدهشتي الكبيرة يحتجّ بما يعتقده الشيعة من خلال كتب الحديث التي عند أهل السُّنة لا سيما الصّحيحين منها.. ولا أخفي بأن ما قرأته في ذلك الكتاب كان مفاجأةً كبيرةً لي، ولا أبالغ بالقول إنه كان صدمة العمر، فلم أكن أتوقّع أبداً بأن الخلافات بين أهل السُّنة والشيعة هي بتلك الصّورة التي رأيتها فعلاً من خلال ذلك الكتاب، واكتشفت بأنني كنت جاهلاً بالتّاريخ والحديث»([4]).
- معتصم سيد أحمد؛ قال: «وبعد قراءتي لكتاب المراجعات ومعالم المدرستين، وبعض الكتب الأخرىٰ، اتّضح لي الحقّ، وانكشف الباطل، لما في هذين السّفرين من أدلّة واضحة، وبراهين ساطعة، بأحقية مذهب أهل البيت، وازدادت قوتي في النّقاش والبحث، حتىٰ كشف الله نور الحقّ في قلبي، وأعلنت تشيعي»([5]).
- سعيد السامرائي؛ قال:«لم أعجب بقلم كإعجابي بقلم السّيد عبدالحسين شرف الدّين الموسوي العاملي، وعلىٰ الرّغم من أن كتبه كانت من أوائل الكتب التي قرأت في طريق التّعرّف علىٰ مذهب أهل البيت ؟م، لم تترك بعدها أية بحوث أخرىٰ في ذلك التّأثير الذي تركته بحوث السّيد شرف الدّين، ولئن كان قلمه السّاحر يمثّل جزءاً كبيراً من ذلك التّأثير الأكبر، كان لمنهجه في البحث الذي يأخذ بالألباب، ويشدّها أكثر فأكثر، كلما تدرّجت في القراءة التي لابدّ وأن تكون متّصلةً بلا توقّف مهما كانت المشاغل»([6]).
- محمد مرعي الأنطاكي الأزهري؛ قال: «وأخيراً عثرنا علىٰ كتاب جليل، لإمام عظيم، وهو كتاب المراجعات.. وقد رأيت مؤلّفه العظيم، لم يعتمد في احتجاجه علىٰ الخصم من كتب الشيعة، بل يكون اعتماده علىٰ كتب السُّنة والجماعة.. ولم يمضي([7]) علي اللّيل، إلّا وأنا مقتنعٌ تماماً بأن الحقّ والصّواب مع الشيعة([8]).
- محمد التيجاني السماوي؛ قال: «قرأت كتاب المراجعات، وما أن قرأت منه بضع صفحات حتىٰ استهواني الكتاب وشدّني إليه شدّاً، فكنت لا أتركه إلّا غصباً.. وهو حوارٌ بين عالمين من مذهبين مختلفين يحاسب كل منهما صاحبه علىٰ كل شاردة وواردة»([9]).
([1]) إن صدق فيما قاله ــ وأنا علىٰ يقين أنه يكذب ــ فهذا يبين لنا خطورة أن يتعرض للشّبهات من ليس من أهل العلم؛ خشية أن يتأثّر بها.
([2]) «ومن الحوار اكتشفت الحقيقة»، هشام آل قطيط (ص23).
([4]) «حقيقة الشيعة الاثني عشرية»، أسعد وحيد قاسم، (ص12).
([5]) «الحقيقة الضائعة»، معتصم سيد أحمد، (23).
([6]) «حجج النهج»، سعيد السامرائي، (ص5).
([7]) الصحيح: «يمض» بحذف حرف العلّة، وهذا الكتاب مليءٌ بالأخطاء الإملائية والنّحوية واللّغوية؛ مما يدلّ علىٰ أن مؤلفه أعجمي وليس كما يدّعي واضعه بأنه لعالم متخرّج من الأزهر وعرض عليه أن يدرّس فيه.
([8]) «لماذا اخترت مذهب الشيعة»، محمد مرعي الأمين الأنطاكي (ص18 ــ 19).
وهذا يبّين لنا كذب هذا المدّعي، وإلا فكيف يتحوّل إلىٰ مذهب الرافضة بهذه السرعة ودون تحرّ عن الأحاديث والنقولات.