غَدْرُ أهلِ الكوفةِ وكونهم قَتَلةَ الحُسَيْنِ:

  لقد نَصَحَ محمدُ بنُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ ــــ المعروفُ بابنِ الحنفيّةِ ــــ أخاه الحسينَ  رضي الله عنهم قائلاً له: يا أخي إِنَّ أَهْلَ الكُوفَةِ قد عَرَفْتَ غَدْرَهم بِأَبيك وأَخِيك. وَقَدْ خِفْتُ أن يكونَ حالُكَ كحالِ مَنْ مَضىٰ([1]).

  وقال الشاعرُ المعروفُ الفَرَزدْقُ للحُسَيْنِ  رضي الله عنه عِندَما سَأَلَه عن شيعتهِ الذين هُو بِصَدَدِ القُدُومِ إليهم: «قُلوبُهم مَعَكَ، وَأَسيافُهم عَليكَ، والأمرُ ينزلُ من السَّمَاء، واللهُ يفعلُ ما يشاءُ. فقال الحسينُ: «صَدَقْتَ للهِ الأَمْرُ، وكلَّ يومٍ هُوَ في شأنٍ، فإنْ نَزَلَ القضاءُ بما نُحِبُّ ونَرضىٰ؛ فنحمدُ  اللهَ علىٰ نعمائهِ، وهو المستعانُ علىٰ أداءِ الشكرِ، وإنْ حَالَ القضاءُ دونَ الرَّجاءِ؛ فَلَم يَبْعُدْ مَنْ كان الحق نيتُه، والتقوىٰ سريرتُه»([2]).

 

([1])    «اللَّهوف» (ص٣٩)، «عاشوراء» (ص١١٥)، «المجالس الفاخرة» (ص٧٥)، «منتهىٰ الآمال» (١/٤٥٤)، «علىٰ خُطَىٰ الحسين» (ص٩٦).

([2])   «المجالس الفاخرة» (ص٧٩)، «علىٰ خطىٰ الحسين» (ص١٠٠)، «لواعج الأشجان» (ص٦٠)، «معالم المدرستين» (٣/٦٢).