دَخَلَ عَلي  بْنُ أبي طالِبٍ عَلىٰ زَوْجَتِهِ فاطِمَةَ  ، فَرآها تَسْتاكُ بِسِواكٍ مِنْ أَرَاكٍ، فَقالَ هذينِ البَيْتَيْنِ الجَميلَينِ:

حَظيتَ يا عودَ الأَراكِ بِثَغْرِها

أَمَا خِفْتَ يا عودَ الأراك أَراكَ

لَوْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ القِتالِ قَتَلْتُكَ

      ما فازَ مِنِّي يا سِواكُ سِواكَ

وَمِنْ شِعْرِهِ:

إذا اشْتَمَلَتْ علىٰ اليَأْسِ القُلوبُ

وَضاقَ بِما بِهِ الصَّدْرُ الرَّحيبُ

وَأَوْطَنَتِ المَكارِهُ وَاطْمَأَنَّتْ

وَأَرْسَتْ في أماكِنِها الخُطوبُ

وَلَمْ تَرَ لانْكِشافِ الضُّرِ وَجْهاً

وَلا أَغْنىٰ بِحيلَتِهِ الأَريبُ

أَتاكَ علىٰ قُنوطٍ مِنْكَ غَوْثٌ

يَمُنُّ بِهِ القَريبُ المُسْتَجيبُ

وَكُلُّ الحادِثاتِ إذا تَنَاهَتْ

فَمَوْصولٌ بِها الفَرَجُ القَريبُ

وَمِنْ شِعْرِهِ أيضاً:

ألا فَاصْبِرْ علىٰ الحَدَثِ الجَليلِ

وَداوِ جَواكَ بِالصَّبْرِ الجَميلِ

وَلا تَجْزَعْ فَإنْ أَعْسَرْتَ يَوْماً

قَدْ أَيْسَرْتَ في الدَّهْرَ الطَّويلِ

وَلا تَظنُنْ بِرَبِّكَ ظَنَ سوءٍ

فَإنَّ اللَّهَ أَوْلىٰ بِالجَميلِ

فَإنَّ العُسْرَ يَتْبَعُهُ يَسارٌ

      وَقَوْلُ اللَّهِ أَصْدَقُ كُلَّ قيلِ

فَلَوْ أَنَّ العُقولَ تَجُرُّ رِزْقاً

لَكانَ الرِّزْقُ عِنْدَ ذَوىٰ العُقولِ

فَكَمْ مِنْ مُؤمِنٍ قَدْ جاعَ يَوْماً

سَيرْوىٰ مِنْ رِحيقِ السَّلْسَبيلِ