فَضْلُ عُثمانُ بنُ عفانَ
20-03-2023
- عن عبدِ الرحمـٰـنِ بنِ سمرةَ قال: جاءَ عثمانُ بنُ عفانَ إلىٰ النَّبيِّ بألفِ دينارٍ في ثوبهِ حينَ جَهَّزَ النَّبيُّ جيشَ العسرةِ فَصَبَّها في حِجْرِ النَّبيِّ، فجعلَ النَّبيُّ يُقَلِّبُها وهو يقولُ: «ما ضرَّ ابنَ عفانَ ما عَمِلَ بعدَ اليوم» يُرَدِّدُ ذلك مِرَاراً([1]).
- عن أبي موسىٰ الأَشْعَريِّ قالَ: اسْتَفْتَحَ عثمانُ علىٰ النَّبيِّ فقالَ: «افْتحْ لَهُ وَبَشِّرْه بالجَنَّةِ علىٰ بَلْوَىٰ تَكُونُ»([2]).
- عن أنسٍ رضي الله عنه قال: صعدَ النَّبيُّ أُحُداً ومعه أبو بكرٍ، وعمرُ، وعثمانُ فَرجفَ، فقالَ: «اسكنْ أُحُدُ، فليسَ عليك إلا نبيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدانِ»([3]).
- عن ابنِ عُمَرَ قال: خَرَجَ إلينا رسولُ الله ذاتَ يومٍ، فقال: «رأيْتُ آنفاً كأني أُعْطِيْتُ المقاليدَ، والموازينَ، فأَمَّا المقاليدُ فهي المفاتيحُ، فوُضِعْتُ في كِفّةٍ، ووضعَتْ أُمَّتِي في كِفَّةٍ فَرَجَحْتُ بهم، ثمَّ جِيء بأبي بكرٍ فَرَجَحَ بهم، ثمَّ جِيءَ بعُمَرَ فَرَجَحَ بهم، ثمَّ جِيءَ بعثمانَ فرجح، ثمَّ رُفِعَتْ»([4])، فقالَ له رجلٌ: فأَين نَحْنُ؟ قالَ: «أنتم حيثُ جَعَلْتُم أَنْفُسَكُم».
قرأَ ابنُ عمرَ: ﴿امن هو قنت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه﴾ [الزمر: ٩]، قال: ذاكَ عثمانُ بنُ عفَّان.
قال ابن كثير رحمه الله: «وإنَّما قال ابنُ عمرَ ذلك؛ لكثرةِ صَلاةِ أميرِ المؤمنينَ عثمانَ بالليلِ وقراءَتهِ، حتىٰ إنَّه ربّما قرأَ القُرآنَ في رَكعة، وقال الشاعر:
ضَحّوا بأشمَطَ عنوانُ السُّجودِ بِه
يُقَطَّع الليلَ تَسبيحا وقُرآنا([5])
([1]) أخرجه أحـمدُ في «المسند» (٥/٦٣)، وفيه كثيرُ بنُ أبي كثيرٍ مَولَىٰ عبدِ الرحمـٰـنِ بنِ سَمُرةَ» وهو مَجهولٌ. وقد حسَّنهُ العلَّامةُ الألباني في «مشكاة المصابيح» (٦٠٦٤).
([2]) أخرجه البُخَارِيّ (٣٦٩٥)، ومسلم (٢٤٠٣).
([3]) أخرجه البُخَارِيّ (٣٦٧٥)، ومسلم (٢٤١٧).
([4]) أخرجه أحـمدُ في «المسند» (٢/٧٦)، وفيه عبيدُ اللهِ بنُ مَروانَ، وهو مجهولٌ. والحديثُ صححه الشيخُ أحـمد شاكر، حديث (٥٤٦٩).