إسلامه:

  أسلمَ عثمانُ قَبْلَ دخولِ رسولِ  الله  ﷺ دارَ الأرقَمِ، وكانتْ سِنُّهُ قدْ تجاوزتِ الثَّلاثينَ، عَرَضَ عليهِ أبو بكرٍ الإسلامَ قائِلاً له: وَيْحَكَ يا عُثمان! واللهِ إنَّك لرجلٍ حازمٍ ما يَخْفَىٰ عليكَ الحقُّ من الباطلِ، هذه الأوثانُ التي يَعبُدُها قومُكَ أليسَتْ حجارةً صمَّاءَ لا تسمَعُ ولا تُبْصِر، ولا تَضُرُّ ولا تنفع؟ فقالَ: بَلَىٰ والله إنها كذلك.

  قالَ أبو بكرٍ: هذا مُحمدُ  بنُ عبد  الله قد بَعَثَهُ  الله برسالته إلىٰ جميعِ خَلقِه، فَهَلْ لكَ أنْ تأتِيَه وتَسْمَع منه؟ فقالَ: نعم. وفي الحالِ مرَّ رسولُ  الله  ﷺ، فقالَ: «يا عُثمان أجبِ  الله إلىٰ جَنَّتِه، فإني رسول  الله إليك وإلىٰ جميعِ خلقه».

  قالَ: فوالله ما ملكتُ حينَ سمعتُ قولَه أن أسلمتُ وشهدتُ أن لا  إلــٰــه إلا  الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبدُه ورسوله([1]).

 

([1])    «البداية والنهاية» لابن كثير (٧/٢٠٠).