استشهاد عمر
19-03-2023
استشهاد عمر:
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ قالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ عُمَرَ؛ قالَ عُمَرُ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ النَّبِيِّ ﷺ فِي الفِتْنَةِ؟
قالَ [حُذَيْفَةُ]: فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ.
قالَ [عُمَرُ]: لَيْسَ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ، وَلَكِنِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ البَحْرِ؟
قالَ [حُذَيْفَةُ]: لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَاباً مُغْلَقاً. قالَ عُمَرُ: أَيُكْسَرُ البَابُ أَمْ يُفْتَحُ؟
قالَ [حُذَيْفَةُ]: بَلْ يُكْسَرُ. قالَ عُمَرُ: إِذاً لَا يُغْلَقُ أَبَداً.
قُلْتُ: [أَيْ حُذَيْفَةُ]: أَجَلْ، قالَوا لِحُذَيْفَةَ: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ البَابَ؟ قالَ: نَعَمْ، كَمَا يَعْلَمُ أَنَّ دُونَ غَدٍ لَيْلَةً، وَذَلِكَ أَنِّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثاً لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ، فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ مَنِ البَابُ، فَأَمَرْنَا مَسْرُوقاً فَسَأَلَهُ؛ فَقالَ: مَنِ البَابُ؟ قالَ: عُمَرُ([1]).
فهَذَا البَابُ هُوَ عُمَرُ نَفْسُهُ، وَكَسْرُ البَابِ هُوَ قَتْلُهُ رضي الله عنه لَمَّا قَتَلَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ المَجُوسِيُّ قَبَّحَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ، حيثُ طعَنهُ ــــ وهو يُصَلِّي الفجرَ في النَّاسِ طَعنتَيْنِ بخنجرٍ مَسمُومٍ.
وقال عُمَرُ ــــ لمّا عرفَ قاتِلَهُ ــــ: «الحمدُ لله الذي لـمْ يَجعلْ قاتلي مُسْلِمًـا يُحاجّني عندَ الله بسجدةٍ سجدَها»([2]).