إنفاق ابو بكر
19-03-2023
إنفاقه في سبيل الله:
قالَ سبحانه وتعالى في كِتابِهِ العَزيزِ: ﴿.. لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ ٱلْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ ٱلَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَى... ١٠﴾ [الحديد: ١٠]، وأبو بكرٍ الصِّدِّيق كان مِمَّنْ أَنْفَقَ منْ قَبْلِ الفَتْحِ، بلْ لَمْ ينتَفِعْ النَّبيُّ ﷺ بإنفاقِ أَحَدٍ منَ الصَّحابةِ كما انْتَفَعَ بإنفاقِ أبي بكرٍ.
فَعَنْ أَبي الدَّرْداءِ رضي الله عنه؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ عَنْ أَبي بَكْرٍ: «وَواساني بِنَفْسِهِ وَمالِهِ»([1]).
وقال «إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ في نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بكْرِ»([2]).
وعن زيدِ بنِ أَسْلَم عن أبيهِ قالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بنَ الخطابِ يقول: أَمرَنا رسولُ الله ﷺ أن نَتَصَدَّقَ فوافقَ ذلك مالاً فقلت: اليومَ أَسْبِقُ أبا بكرٍ إِنْ سَبَقْتُه يوماً، قالَ: فجئتُ بِنْصِفِ مالي، فقالَ رسولُ الله: «ما أَبْقَيتَ لأَهْلِكَ؟». قُلت: مِثْلَه، وأتىٰ أبو بكرٍ بِكُل ما عنده، فقالَ: «يا أبا بكر ما أَبقْيَتَ لأهلك؟». قالَ: أَبقيتُ لهم اللهَ ورسولَه. قلت: والله لا أَسْبِقُه إِلىٰ شيءٍ أبداً([3]).
وعن هشام بن عروة، عن أبيه قالَ: أعَتْقَ أبو بكرِ سَبْعة كُلهم يُعَذَّبُ في الله: بلالاً، وعامِرَ بنَ فُهيرةَ، وزِنّيرةَ، وَجارِيَةَ بني المُؤَمَّلِ، والنَّهديةَ، وابنتَها، وأُمَّ عُبَيسٍ([4]).
ولقد اشترىٰ أبو بكرٍ بلالاً وهو مَدْفونٌ في الحِجارةِ بخمسِ أَواقٍ ذهباً، فقالَوا: لَو أَبَيْتَ إِلَّا أوقيةً لَبِعْناكَه، قالَ أبو بكر: لو أَبَيتْمُ إِلَّا مِئَةَ أُوقيةً لأخَذْتُه([5])، فَهْم يُقَللُون مِن قيمَتِه وأبو بكر يَرْفَعُ قِيْمتَه.
([2]) أخرجه البخاري (٤٦٧)، من حديث ابن عباس .
([3]) أخرجه أبو داود (١٦٨٠)، والترمذي (٣٦٧٥)، وقالَ: «هذا حديث حسن صحيح».
([4]) «أسد الغابة» لابن الأثير (١/١٤٥٠).
([5]) «حلية الأولياء» (١/١٥٠)، «سير أعلام النبلاء» للذهبي (١/٣٥٣)، وقالَ: «إسناده قوي».