متىٰ بدأَ منهجُ التَّثبُّتِ عندَ أهلِ السُّنَّةِ؟

  بدأ لمّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ كما يقولُ الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ سِيرينَ التَّابِعِيُّ الجليلُ ــــ رحمه  اللهُ تعالىٰ ورضيَ عنه ــــ قالَ:«لَمْ يَكُونُوا يَسْأَلُونَ عَنِ الإِسْنَادِ، فَلمَّـا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ؛ قَالُوا: سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ، فَيُنْظَرُ إِلَىٰ أَهْلِ السُّنَّةِ فَيُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ، وَيُنْظَرُ إِلَىٰ أَهْلِ الْبِدَعِ فَلَا يُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ»([1]).

  وذلك أنَّ الأصلَ في النَّاسِ الثِّقَةُ؛ ولأنَّ ابنَ سِيرينَ مِن كِبارِ التابعينَ، وأدركَ حياةَ الصَّحَابَةِ، وعاشَ مع كبارِ التابعينَ ومع صغارِهم، والفتنةُ المقصودةُ هنا هِيَ خروجُ الفِرَقِ الضَّالةِ في آخرِ خِلافةِ عُثْمَـانَ.

 

([1])    مقدمة «صحيح مُسْلِم» (١/١٥)، باب: بَيَانِ أَنَّ الإِسْنَادَ مِنَ الدِّينِ.