من قصيدة بانت سعاد: يَوْماً يَظَلُّ بهِ الحِرْبَاءُ مُضْطَخِداً ... كَأنَّ ضَاحيَهُ بالشَّمْسِ
16-02-2023
يَوْماً يَظَلُّ بهِ الحِرْبَاءُ مُضْطَخِداً ... كَأنَّ ضَاحيَهُ بالشَّمْسِ مَمْلُولُ
ويُرْوَى: (مُصْطَخِماً)؛ أيْ: مُنْتصِباً. ويوماً: ظرفٌ منصوبٌ، والعاملُ فيهِ قولُهُ: (تَلَفَّعَ) في البيتِ الذي قبلَهُ. والحِرْبَاءُ، دُوَيْبَةٌ تَسْتَقْبِلُ الشمسَ وتَدُورُ معها فيصيرُ وقتَ الهاجرةِ في أعلى الشجرِ وأعلى مكانٍ يكونُ فيهِ. ومُصْطَخِداً مُفْتَعِلٌ منْ قَوْلِهِم: صَخَتْهُ الشمسُ؛ إذا آلَمَتْ دماغَهُ، ويومٌ صَخْدَانٌ: شديدُ الحرِّ، وكذلكَ يُقَالُ: صَهَرَتْهُ الشمسُ، ومنهُ قولُهُ: تَصْهَرُهُ الشمسُ فَمَا يُصْهَرُ؛ أيْ: تُذِيبُهُ الشمسُ فما يَذُوبُ. وضَاحِيَهُ: ما يَضْحَى للشمسِ منهُ. ومَمْلُولُ منْ قَوْلِهِم: مَلَلْتُ الخُبْزَةَ في النارِ أَمَلُّها مَلاًّ، والخبزةُ مليلةٌ وَمَمْلُولَةٌ، يُقالُ: أطْعَمْنَا خُبْزَ مَلَّةٍ، وخُبْزَةً مليلةً، ولا يُقَالُ: أَطْعَمْنَا مَلَّةً؛ لأنَّ المَلَّةَ الرمادُ والترابُ الحارُّ. ومعنى البيتِ: أنَّ القُورَ تلَفَّعَ بالعَسَاقِيلِ في يومٍ تَظَلُّ بهِ الحرباءُ مُحْتَرِقاً بالشمسِ كأنَّ ما بَرَزَ منهُ للشمسِ مَمْلُولٌ كما يُمَلُّ الخُبْزَةُ في النارِ.