دخل رسول الله ﷺ مكة صائماً حتىٰ بلغ مكاناً يقال له الكُدَيد([1]) فأفطر وأفطر الناس معه، قال ابن عباس: صام رسول الله ﷺ في السفر وأفطر، فمن شاء صام ومن شاء أفطر([2]).

وهكذا هي السنة؛ أن الإنسان إذا سافر فهو مخير بين الصيام وبين الفطر، وإن كان هناك مشقةٌ فالصيام محرم ولا يجوز؛ ولذلك لما رأى النبي ﷺ رجلاً قد اجتمع عليه الناس وقد ظُلِّلَ عليه قال: «ما له؟». قالوا: رجل صائم. فقال النبي ﷺ: «ليس من البر أن تصوموا في السفر»([3]).

 

([1])             الكديد: موضع بين مكة والمدينة، بين عسفان وأمج، وهو ماء عين جارية عليها نخل كثير، يبعد اثنين وأربعين ميلاً عن مكة. انظر: «معجم البلدان» (4/442)، «الروض المعطار» (1/490).

([2])            أخرجه البخاري (1944، 2953)، ومسلم (1113).

([3])            أخرجه البخاري (1946)، ومسلم (1115)، من حديث جابر رضي الله عنه.