من قصيدة بانت سعاد: كأنَّ ما فَاتَ عَيْنَيْهَا ومَذْبَحَهَا ... منْ خَطْمِهَا ومِن اللِّحْيَيْنِ
16-02-2023
كأنَّ ما فَاتَ عَيْنَيْهَا ومَذْبَحَهَا ... منْ خَطْمِهَا ومِن اللِّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ
مَذْبَحُها: مَنْحَرُها، وأصلُ الخَطْمِ الموضعُ الذي يقعُ عليهِ الخِطَامُ. وذكرَ أبو عُبيدةَ أنَّ الخطمَ الأنفُ، وهذا أحدُ ما ردَّ عليهِ، ويحْتَمِلُ أنْ يكونَ الأنفُ لمَّا كانَ الخطامُ يقعُ عليهِ سمَّوْهُ خَطْماً، وإنْ كانَ شارَكَهُ في وقوعِ الخطامِ عليهِ غيرُهُ؛ لأنَّ الخطامَ يجمعُ الأنفَ وغيرَهُ كمَا سمَّوْهُ مَرْسِناً، وأصْلُهُ من الدابَّةِ الموضعُ الذي يقعُ عليهِ الرَّسَنُ، ثمَّ استُعْمِلَ في الناسِ وغيْرِهِم.
وقالَ العَجَّاجُ يَصِفُ امرأةً:
أَزَمَّانَ أَبْدَتْ وَاضِحاً مُفْلِجَا
أَغَرَّ برَّاقاً وطَرْفاً أَبْرَجَا
ومُقْلَةً وَحَاجِباً مُزَجَّجَا
وَفَاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجَا
يُقَالُ: أنفٌ مُسَرَّجٌ، قالَ الأصمعيُّ: ما كُنْتُ أَعْرِفُ المُسَرَّجَ ولَمْ أسمَعْهُ إلاَّ للعَجَّاجِ، فَسَأَلْتُ أعرابيًّا عنها، فقالَ: أتَعْرِفُ السُّرَيْجِيَّاتُ؟ (يَعْنِي السُّيُوفَ)، فقُلْتُ: نَعَمْ، فقالَ: ذلكَ أَرَادَ.
يعني أنَّ الأنفَ دقيقٌ كالسيفِ السُّرَيْجِيِّ، وهوَ منسوبٌ إلى قَيْنٍ يُسَمَّى سُرَيْجِيًّا.
واللِّحْيَانِ: العظْمَانِ اللَّذَانِ تَنْبُتُ عليهما اللِّحْيَةُ من الإنسانِ، وكذلكَ من الحيوانِ غيرِ الناسِ.
والبِرْطِيلُ: حجرٌ مستطيلٌ، وإنَّما وصَفَها بكِبَرِ الرأسِ وعظَمِهِ.