من قصيدة بانت سعاد: أمْسَتْ سعادٌ بأرضٍ لا تُبَلِّغُهَا ... إلاَّ العِتَاقُ النَّجِيبَاتُ
16-02-2023
أمْسَتْ سعادٌ بأرضٍ لا تُبَلِّغُهَا ... إلاَّ العِتَاقُ النَّجِيبَاتُ المَرَاسِيلُ
(العِتَاقُ) جمعُ عتيقٍ، و (نَجِيبَاتٌ) جمعُ نجيبَةٍ، (والعتيقُ): الكريمةُ من الإبلِ أو الخيلِ وغيرِهما، ويُقَالُ: وجهٌ عَتِيقٌ. أيْ: كريمٌ حسنٌ كأنَّهُ عُتِقَ من العيوبِ؛ أيْ: نَجَا منها، وبهَذَا سُمِّيَ عِتْقُ العبدِ والأَمَةِ؛ أيْ: نَجَوْا من الرِّقِّ، وقَوْلُهُم: أعْتِقْني من النارِ؛ أيْ: نَجِّنِي منها، وقيلَ للبِكْرِ: العَاتِقُ؛ أيْ: نَجَتْ منْ أنْ تُقْنَصَ، وقالَ (ابنُ كيسانَ): سُمِّيَتْ عاتقاً؛ لأنَّها عُتِقَتْ عنْ خِدْمَةِ أبَوَيْهَا، ولمْ يَمْلِكْهَا زوجٌ.
وقالَ (ابنُ السِّكِّيتِ): هيَ التي بَيْنَ أنْ تُدْرِكَ وإلى أنْ تَعْنَسَ عُنُوساً ما لمْ تزَوَّجْ، و (المراسيلُ) جَمْعُ مِرْسَالٍ، وهوَ مِفْعَالٌ منْ قولِهِم: ناقةٌ رَسْلَةٌ، إذا كانتْ سريعةَ وضعِ اليدَيْنِ في السيرِ، ومعناهُ أنَّ هذهِ الموصوفةَ صَارَتْ بأرضٍ بعيدةٍ لا يَبْلُغُها إلاَّ الإبِلُ التي هذهِ صِفَتُها، و (تُبَلِّغُهَا) بمعنى تَبْلُغُهَا، كما يُقالُ: مَشَى ومَشَّى، قالَ الشاعرُ:
تَمَشَّى بها الدَّرْمَاءُ تَسْحَبُ قُصْبَهَا كأنْ بَطْنُ حُبْلَى ذَاتِ أَوْنَيْنِ مُتْئِمِ
(الدَّرْمَاءُ): الأرنبُ، و (القُصْبُ): المِعَا، وجمْعُهُ أَقْصَابٌ، يَصِفُ روضةً كثيرةَ البناتِ ويقولُ: تَمْشِي بها الأرنبُ وتَسْحَبُ بطنَها كأنَّهُ بَطْنُ حُبْلَى ذاتِ أَوْنَيْنِ؛ أَيْ: ثِقْلَيْنِ. مُتْئِمِ: في بطْنِها وَلَدَانِ.